الجزائر

مجالس رفع القمامة ومحاربة البعوض



مجالس رفع القمامة ومحاربة البعوض
ستتوقف الخدمة العمومية في الجزائر مباشرة بعد الدخول المدرسي، وما يشبه الدخول الاجتماعي، بإعلان رئيس الجمهورية استدعاء الهيئة الناخبة، لموعد 29 نوفمبر 2012، تاريخ إجراء الانتخابات المحلية. وهو الموعد الذي لا بد أن يظهر للرأي العام الخارجي خاصة، أن الجزائر لم تتعرض لعدوى الربيع العربي. ولا شك في أن الذين يريدون المشاركة في هذا ''الإنجاز الجديد''، من أحزاب ومراقبين، سيجدون كل التسهيلات من طرف وزارة دحو ولد قابلية ومن شابهه ممن ''طاب جنانهم''. ولا يهم إن توقف النشاط والعمل في البلاد، لأن هذا الموعد، وصفته وكالة الأنباء الجزائرية بالمحطة السياسية الثانية الكبرى في مسار الإصلاحات السياسية، بعد تشريعيات ماي 2012، وبالتالي يجب أن ''تنجح فيه السلطة'' مهما كانت الوسائل، والظروف التي كما ظهر في المحطة الكبرى الأولى أن عموم الجزائريين لا يعتبرون أنفسهم معنيين بها، وهذا من خلال النسبة التي شاركت في ''اختيار'' المقيمين في قصر زيغود يوسف لمدة خمس سنوات.
وأكثر من ذلك، ''يجب أن ينجح'' هذا الموعد الكبير الثاني مهما كانت النتائج، حيث قال الرجل السياسي الذي وصفه الجنرال المتقاعد خالد نزار ب''الك...''، أمس في برج بوعريريج، أن حزبه جبهة التحرير الوطني ''سيحقق فوزا عريضا'' فيها، كما حقق الفوز العريض الأول في ماي الماضي، بالطريقة التي يعرفها الجميع.
وإذا كانت النتيجة إذن شبه معروفة مسبقا، ما دام دحو ولد قابلية سيجتهد ليضمن للراغبين في المشاركة في العرس دخول السباق، والذي يعرف الذين يقتحمون المجالس المحلية، رغم عدد الأصوات ''المهين'' الذي سيحصلون عليه، سيغادرونها ليس كما دخلوها بجيوب خاوية. ومع أن ولد قابلية، وعرابه صاحب الإصلاحات السياسية، يعرف جيدا أنه لن يستطيع هو وحكومته وأجهزتها أن يحققوا الأهم في هذا الموعد، وهو ضمان توجه النسبة التي تحفظ ماء وجههم من الناخبين إلى صناديق الاقتراع يوم 29 نوفمبر القادم، كما بينت ذلك كل الانتخابات السابقة، محلية وبرلمانية ورئاسية، خاصة وأن الناخبين مدعوون هذه المرة إلى اختيار ممثلين في المجالس المنتخبة المحلية، لا يملكون أي صلاحية، باستثناء صلاحية رفع القمامة ومحاربة البعوض. وهي المهام التي لم ينجح فيها الذين سيخلفونهم في البلديات، والدليل المرتبة التي احتلتها المدينة الجزائرية في ترتيب المدن العالمية.
المهم أن القائمين على البلاد يدفعون العباد إلى الخروج إلى الشوارع وركوب قوارب الموت، سيضمنون لأنفسهم مدة ثلاثة أشهر من الوقت الإضافي، الذي لا شك في أنهم لن يستغلوه لفعل ما يجب عليهم فعله.
[email protected]


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)