الجزائر

متى يتوقف الانحدار..!؟؟



ربما المثل الشائع في الدول العربية -اللي اختشوا ماتوا - ينطبق تماما على الاعلام المرئي عندنا، ففاجعة تحطم الطائرة العسكرية قرب مطار بوفاريك أظهرت المستوى الاعلامي الذي ينحدر في -الحدورة- بقوة جارفة، فقناة تقتل شابا دون أن يموت وتفجع أهله وصحبه ليتبين أن الشاب المذكور لم يكن ضمن ركاب الطائرة أصلا، وقناة تطلق العنان لصحفييها ليسألوا الأمهات المكلومات وهن تحت الصدمة عن شعورهن في فقدان فلذات أكبادهن، وكأن من طرح هذا السؤال ينتظر من الأم التي تنزف عينيها دما قانيا بدل الدمع أن تجيبه، - أنا شعوري رائع وراني فرحانة ولعقوبة للي بقاو- وقناة راحت تتحدث عن حالة أجساد الضحايا بعد الفاجعة دون اعتبار للحالة النفسية لآهالي وللشعب الجزائري كله، ولا تقوم بقطع الكثير من تصريحات الشهود الذين كانوا هم ايضا تحت الضدمة، والظاهر أن الاعلام في حاجة لاعادة النظر في كثير من أموره بعدما ضاعت اخلاقيات المهنة في السبق التافه الذي يسعى له أي صحفي، وليته كان سبقا ذا قيمة ويفيد التحقيق، بل هو سبق زاد آلام الناس على الآلام التي هم فيها، لقد تحولت قنواتنا في ظل غياب الأفكار الجادة واحتكار المشهد الاعلامي من قبل مكسوري الأيدي والمكسورات إلى آفة حقيقية تبث الرعب احيانا والتفاهة أحيانا اخرى. فمتى يتوقف هذا الانحدار؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)