شيد هذا المعلم في قلب الموقع الذي استضاف في أغسطس 1958 المؤتمر التاريخي للصومام رغم أنف العدو, وهو يوضح و يعكس ما وراء الهياكل والأوقاف التي تشكله, الإرادة والشجاعة البطولية لقادة الثورة لتحرير البلاد من نير الاستعمار لكل من عبان رمضان و زيغود يوسف و العربي بن مهيدي و كريم بلقاسم و لخضر بن طوبال و عمار أوعمران وعميروش, حيث كان الاجتماع في هذا اليوم الحار في الصيف لإعطاء دفعة جديدة للثورة واكتشاف معالم الدولة المستقلة.وهكذا و بالرغم من مرور 60 عامًا فإنه لا يزال هذا الحدث منبرا ليس فقط للتذكر و للإلهام, بل أيضًا لشحن القيم الوطنية.
اقرأ أيضا: الأرشيف الوطني ينظم معرضا حول الهجوم على الشمال القسنطيني
ويستقطب هذا المتحف كل عام أكثر من 15000 زائر أما بالنسبة للطبعة الحالية و إحياء ذكرى انعقاد مؤتمر الصومام, فيتوقع البعض تدفقات قياسية لأكثر من 20 ألف شخص حيث تستعد العديد من وفود الأحزاب السياسية من الولاية و المصالح اللامركزية و الأفراد و العديد من الجهات الفاعلة في المجتمع المدني, من بينها هيئات للدفاع عن حقوق الإنسان للاحتفال بهذه الذكرى السنوية, سيما و أن المكان يوفر الفرصة لذلك في أحسن الظروف بسبب مساحاته و الذي يمكن أن يستوعب حشود كبيرة, ليبقى الجانب السلبي الوحيد في المكان هو حالة الطريق الضيقة التي تبقى غير قادرة على استيعاب كل حركة المرور التي تؤدي إلى المتحف.
ويقدم الموقع, الذي يقع على بعد 08 كم شمال منطقة إيغزر أمقران في وسط غابة كثيفة وفي مكان مرتفع, منظرًا مهيمنًا ودقيقًا على الزوايا الأربع للمنطقة, وأحيانًا على عدة عشرات من الكيلومترات و هو ما يبرر اختيار المكان لتنظيم هذا المؤتمر التاريخي, بحيث يعد المكان الذي يسمح بعد ذلك بالتحكم في أي حركة مشبوهة للجيش الاستعماري. ويبرر أمر انجاز المتحف في المكان أهمية هذا الحدث التاريخي و توضيح و إبراز العبقرية التي أخذتها الجهات الراعية لتنظيمها في ظروف أمنية مثلى.
اقرأ أيضا: إحياء ذكرى مؤتمر الصومام: آلاف الأشخاص يحيون الذكرى ال 61 بايفري اوزلاقن
ويمكن للزائر للمكان أن يندمج بسرعة في الإطار التاريخي للمعلم من خلال تعدد المباني والهياكل الذي يحتوي عليه, كل منها يسلط الضوء على جانب من جوانب حرب التحرير.
و ذلك من خلال الصور الفوتوغرافية المعروضة و والمقالات الصحفية والمخطوطات والخطابات والكتب والملابس والأسلحة و الأواني اليومية, كل شيء مرتب ومكشوف بشكل يعطيه الفرصة للشعور و العاطفة بأصالة وعظمة هذه الصفحة المجيدة من تاريخ البلاد.
وبالإضافة إلى نصب تذكاري مهيب مشيد في وسط الموقع, يتكون المتحف من ساحة ضخمة يعلوها على خطوات منزلين منفصلين كانا بمثابة قاعات للمؤتمرات في عام 1958.
وفي الأسفل, على الجانب الآخر الأيسر, تتواجد المعالم و مجسمات أبطال الثورة العظيمة لكل من عبان رمضان و كريم بلقاسم و زيغود يوسف و العربي بن مهيدي ولخضر بن طوبال و عمار أوعمران وضعوا في وضع مريح على الساحة الأمامية.
وفي المقابل, تجد نوعان من المعارض و قاعة عرض تبرز أهمية هذا الحدث وتعطيه مجالا تربويًا, و غالبًا ما يكون تلاميذ المدارس هم الضيوف الذين يرتبطون بالمكان على مدار العام.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/08/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وكالة الأنباء الجزائرية
المصدر : www.aps.dz