لأول مرة منذ تفجر الأزمة السورية، أعلن سيناتور أمريكي إمكانية التدخل العسكري في سوريا وهذا رغم أن العديد من السياسيين الأمريكيين والمسؤولين في الحلف الأطلسي كانوا استبعدوا في وقت سابق مثل هذا التدخل واكتفوا بفرض عقوبات نظرا لانشغال الناتو بالتدخل العسكري بليبيا. ويأتي هذا التلويح الأمريكي بالتدخل مباشرة بعد مقتل العقيد الليبي معمر القذافي واعتزام الناتو الانسحاب من ليبيا 31 من الشهر الجاري.
لم يخف السيناتور الجمهوري الأمريكي، جون ماكين، تأكيده أن إمكانية تدخل عسكري تؤخذ بالاعتبار، وقال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي البارز عن الحزب الجمهوري أمس، إن عمليات عسكرية ضد سوريا أمر يمكن أن يؤخذ في الاعتبار. وأضاف في جلسة بعنوان “أولويات السياسة الخارجية الأمريكية” في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد على شاطئ البحر الميت (50 كلم غرب عمان) “الآن وبعد أن تم الانتهاء من العمليات العسكرية في ليبيا، سيكون هناك تركيز من جديد على ما يمكن أن يؤخذ بالاعتبار من خيارات عسكرية عملية لحماية المدنيين في سوريا”. وتابع ماكين “يبدو أن الثورة السورية دخلت الآن مرحلة جديدة، هناك المزيد من الانشقاقات في صفوف الجيش، وأكثر من ذلك يبدو أن السوريين حملوا السلاح ضد النظام”. وأوضح أن “هناك المزيد من الدعوات من المعارضة لنوع من التدخل العسكري الأجنبي، ونحن نستمع إليهم ونعمل مع المجلس الوطني السوري”.
وقال ماكين إن “على نظام الأسد ألا يظن أنه يمكن أن يفلت مما ارتكبه من قتل جماعي، القذافي ارتكب هذا الخطأ الذي كلفه كل شيء”.
كما أعلن رئيس الاتحاد الأوروبي، هرمان فان رومبوي، في اختتام القمة الأوروبية في بروكسل، أمس الأول، أن قادة الاتحاد مستعدون لفرض عقوبات جديدة ضد سوريا، إذا لم توقف أعمال العنف.
وكإجراء أولي، عمدت الإدارة الأمريكية إلى سحب سفيرها لدى دمشق، روبرت فورد، حيث أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية سحب سفيرها لدى سوريا -روبرت فورد- بسبب مخاوف أمنية. وكان البيت الأبيض قد أكد يوم الخميس الماضى أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته في الحكم. وموازاة مع هذا التطور الخطير في الموقف الامريكي تجتمع اللجنة العربية المكلفة بمتابعة الأزمة السورية في الدوحة اليوم الثلاثاء، عشية توجهها إلى دمشق غدا الأربعاء، لبحث سبل جمع النظام السوري والمعارضة على طاولة الحوار تحت قبة جامعة الدول العربية.
وأكد أمين عام الجامعة العربية، نبيل العربي، أن مهمة اللجنة الوزارية السعي بكل جدية إلى حشد الجهود من أجل مساعدة سوريا. وشدد على ضرورة التعامل مع هذا الجهد بصورة إيجابية من القيادة السورية وجميع أطراف المعارضة . وحذرت قوى سورية معارضة من تفاقم الأوضاع، ما اعتبرت أنه “يرفع من درجة التدخل الأجنبي” وطالبت السلطة والمعارضة بتغليب المصلحة الوطنية واللجوء إلى حوار شامل.
وقالت مصادر سورية إن جهودا بدأت في إطار التحضير لمؤتمر وطني سيعقد قريبا برئاسة الرئيس بشار الأسد.
ونقلت صحيفة (الوطن) السورية عن المصادر قولها إن “المؤتمر يهدف إلى وضع حد للأزمة التي تعيشها البلاد بحيث يبنى اللقاء على نشاطات سابقة، بينها اللقاء التشاوري وجلسات الحوار الوطني إضافة لخطاب الرئيس بشار الأسد في جامعة دمشق“.
وأضافت المصادر أنه ضمن هذا السياق، سيتم الإعلان قريبا عن تشكيل لجنة تحضيرية يترأسها نائب الرئيس فاروق الشرع يقع على عاتقها التمهيد لمؤتمر حوار وطني موسع.
وكان وزير الخارجية، وليد المعلم، قال في وقت سابق إنه سيصدر خلال أيام قرار جمهوري بتشكيل اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الشامل.
تجدر الاشارة الى أن إيران غيرت في الأيام الاخيرة من نبرتها تجاه سوريا؛ حيث طالب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في حديث مع التلفزيون البرتغالي الرئيس السوري بشار الأسد وقف استخدام العنف في قمع الاحتجاجات في بلاده، قائلا إن الحل العسكري ليس هو الحل الصحيح.
مسعودة طاوي
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/10/2011
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com