نشرت مجلة “الجيل" في منتصف الخمسينيات صورة لسوزان باعتبارها نجمة المستقبل، وتوقعت لها المجلة الوصول للقمة. وإلى جوار صورتها المنشورة كتب المحرر: “سوزي فتاة رياضية، وراقصة بالي، وسبّاحة ماهرة.. حازت كثيرا من الجوائز والألقاب على مستوى المدارس، أحلامها أن تصبح «باليرينا" أو مضيفة طيران".
لم يمر كثير على نشر هذه الصورة حتى تعرفت بالطيار محمد حسني مبارك ذي الأصول الريفية، وكان معلما على سرية تضم شقيقها، ويتردد على منزلهم.. ونشأ بينهما إعجاب، وطدته دعوات والد سوزان المتكررة لحسني بالعشاء والغذاء عندهم، أو الخروج في نزهات مع العائلة.
تطور الأمر سريعا إلى زواج في حفل بسيط بنادي هليوليدو بمنطقة روكسي نهاية الخمسينيات، وهي لم تكن تجاوزت الثامنة عشرة من عمرها، وهو في الثلاثين من عمره.
عاش الزوجان حياة عادية جدا. أقاما في شقة متواضعة، ولم يشتريا سيارة خاصة إلا بعد سنوات من الكفاح، وكانت سيارة صغيرة جدا لا تكفي سوى لإثنين.. وأنجبا ابنيهما علاء وجمال، ووفقا لما أكدته في عدة لقاءات تلفزيونية فإن سنوات زواجها الأولى كانت صعبة، إذ تحمّلت وحدها مسؤولية تربية ابنيها، بينما كان زوجها مشغولا في الحرب مع إسرائيل، شأنه شأن بقية أفراد القوات المسلحة المصرية آنذاك.
بعد فترة قصيرة من زواجها عملت سوزان مدرّسة في مدرسة ابتدائية براتب 11 جنيها، وانقطعت عن الجامعة الأمريكية التي كانت تدرس بها، حتى تساعد زوجها في تربية الأولاد. في السبعينيات شعرت سوزان بأنها على موعد للخروج من نمط الحياة الصعبة والقاسية التي عاشتها لأعوام طويلة. حتى اختار السادات زوجها ليكون نائب الرئيس.
على الرغم من أصولها الإنجليزية ونشأتها، بدت سوزان في ظهورها بالمناسبات إلى جوار سيدة مصر الأولى جيهان السادات باهتة للغاية، وقيل إن جيهان السادات وصفت ملابسها بالريفية.
وفي هذا الوقت دبت فيها الغيرة، كما أنها أعادت حساباتها كامرأة وزوجة.. فعادت مرة أخرى للدراسة الجامعية، وانفتحت شهيتها، وحصلت على ليسانس العلوم السياسية عام 1977 وكان عمرها وقتها 36 عاما. ثم واصلت دراستها في الجامعة نفسها وحصلت على الماجستير عام 1982، أي بعد تولي زوجها مقاليد الحكم بعد اغتيال السادات بعدة شهور، في علم الاجتماع وكانت تدور حول “دراسة حالة في رفع مستوى المدرسة الابتدائية في بولاق".
طيلة الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات لم يكن هناك ظهور يذكر لسوزان التي كانت تثق في ذلك تماما بقدراتها على إدارة شؤون الزوج والقصر دون أن تظهر في الصورة، وقادرة على أن ترعى أولادها، وعلى الأخص علاء الذي ملأ الدنيا بحكايات عن علاقاته بالفنانات وبالبزنس، فسارعت بتزويجه.
ومع نهاية التسعينيات لم تعد سوزان مجرد زوجة للرئيس، باتت امرأة يحسب لها ألف حساب.. تحيطها الألقاب، والحاشية من الوزراء والمحافظين، وراج مصطلح رجال الهانم.
وفي الوقت الذي أخذ يتراجع فيه دور مبارك في الحكم، أخذ يبرز دورها في السلطة، وقررت أن تدير بنفسها الزوج وتسيطر على الدولة وعلى شرايين السياسة والإعلام وتراكم الثروة من أجل بناء عائلة تحكم إلى أمد طويل، كما حلمت، لكن حلمها انتهى مع حلول ثورة 25 يناير؟!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/10/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رضوان ع
المصدر : www.djazairnews.info