إن اللثّة هي الجزء الذي يحيط بالأسنان ويعمل على تثبيتها في مكانها الصحيح وتغذيتها وربطها بالفكّين، وكلّما كانت اللثّة جيّدة وطبيعيّة كلّما كان ذلك مؤشّراً على حيويّة وسلامة الأسنان التي فيها، ولكن إذا ما طرأ أيّ تغيير على طبيعة اللثة ولم يتم علاجه فإنّ هذا الإهمال من شأنه العمل على مفاقمة الضرر الناتج، وينتهي الأمر في نهاية المطاف إلى تدمير اللّثة وتدمير الأسنان وفقدها جراء ذلك. والأمراض التي تصيب اللّثة عديدة ومتنوّعة، كما وينطبق الأمر ذاته على الأسباب المتنوّعة وراء الإصابة بهذه الأمراض، ويعدّ الالتهاب الحاصل في اللّثة مهما كانت درجته مؤشراً على وجود مرض ما قد أصاب اللّثة، ممّا يستدعي علاجاً فوريّاً مناسباً لتداركه، فإذا ما كان الالتهاب في اللّثة بسيطاً كان بإمكان بعد العقاقير والغسولات من علاجه بصورة نهائيّة وبشكل فعّال، ولكن إذا ما كان هذا الالتهاب متقدّماً بصورة تصعب السيطرة عليه بالعقاقير العلاجيّة، فيكون التدخّل الجراحي أمر لا مفرّ منه، والذي من خلاله يتم اللجوء لاستخدام ما يسمّى بتجريف اللّثة، فما هو تجريف اللّثة، وما هو المقصود من هذه التسميّة؟ إنّ تجريف اللّثة يعني إزالة الأجزاء الملتهبة من اللّثة جراحيّاً والتي لم يعد ينفع معها استخدام العقاقير فقط، فيقوم الطبيب الجرّاح بكشط هذه الأجزاء الملتهبة بملاقط ومشارط خاصّة بعد استخدام البنج الموضعي أو الكامل، وهذا الكشط يعمل على حصر امتداد الالتهاب والسيطرة عليه وعدم السماح له بالتمدّد نحو الأجزاء غير المصابة في اللّثة، وبعد ذلك يتم استخدام العقاقير والعلاجات التي من شأنها إعادة بناء الأنسجة التالفة في اللّثة، ولكن إذا لم يتم اللجوء إلى هذا العلاج- تجريف اللثة- سيمتد الالتهاب ليصل إلى الأجزاء السليمة من اللّثة بحيث يصعب من بعدها السيطرة على هذا الالتهاب وبناء اللثة من جديد، وبهذا يصبح اللجوء إلى عملية تجريف اللّثة في مرحلة ما هو العلاج الأفضل والفعّال لأمراض اللثة، وكم من أسنان سليمة كانت قد فُقدت بسبب مرض والتهاب قد أصاب اللثة. ومن هنا كانت اللّثة كالتربة الغنية التي تحيط بالشجرة – السّن – فإنّ صلحت التربة نمت الشجرة، وإن مرضت التربة مرضت وجفّت وماتت الشجرة، لذلك لم يكن من باب العبث معاينة القدماء والمعاصرين لفم الحيوانات والنّظر تحديداً إلى لثتها للحكم على صحتها، فاللّثة السليمة غالباً ما تشير إلى صحّة وسلامة الأسنان، وبالتالي تدل هذه الأسنان السليمة أيضاً على أنّ صاحبها يتناول الطّعام من دون أي حرج، كالذي يصيب صاحب اللّثة المريضة الملتهبة ويحول دون تناوله للطّعام لما يشعر به من ألم بسبب صعوبة القضم ومضع وطحن الطّعام، وخير الوسائل الوقائيّة المتّبعة للمحافظة على اللّثة وتجنيبها للتجريف وغيره من الطرق العلاجية، حرص الإنسان على ضرورة المحافظة على صحّة فمه وذلك من خلال الغسل الدوري المستمر له.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/03/2017
مضاف من طرف : nemours13
المصدر : mawdoo3.com