أخذ الجدل الواقع بخصوص تعليق عرض فيلم "بن مهيدي" للمخرج بشير درايس، أبعادا أخرى تحيل إلى أسئلة كثيرة بخصوص مضمون العقد الذي يربط شركة الإنتاج ووزارتي الثقافة والمجاهدين، وكيف للجنة السيناريو على مستوى وزارة الثقافة أن توافق على مضمون قصة الفيلم، ثم تبدي لجنة المشاهدة على مستوى مركز الأبحاث حول الحركة الوطنية وثورة 1 نوفمبر تحفّظها عليه.بعد أن راسلت وزارة المجاهدين المخرج بشير درايس، قبل أيام فقط تعلمه بخبر تعليق عرض فيلم "بن مهيدي" وتدعوه إلى تدارك المحاور التي لم ينجزها والتي وردت في العقد المبرم، إذ ورد عن لجنة المشاهدة التي تضم مختصين ومؤرخين تسجيل تحفّظات وملاحظات لم يشأ جمال الدين ميعادي، المدير العام لمركز الأبحاث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، الخوض فيها بعد أن اتصلت "المساء" به أمس، ورفض الإدلاء بأي تصريح. وأبدى المخرج بشير درايس، رفضه للقرار وقام بالطعن فيه، كما وجّه عبر وسائط إعلامية نداءه للسلطات العليا للتدخل ورفع تحفّظات المركز، إذ أشارت على حد قوله إلى أن الفيلم سياسي أكثر منه حربي، واقترح درايس، تشكيل لجنة مشاهدة مستقلة مكونة من مؤرخين حقيقيين و«ليس إداريين" كما وصفهم للفصل في الموضوع.
ومن جهتها قالت مديرة المركز الجزائري لتطوير السينما شهيناز محمدي، في اتصال هاتفي مع "المساء" أنّ الفيلم يخضع لإجراء قانوني عادي، وبخصوص رد فعل درايس، أكدت أنها لا يمكن أن تقول شيئا إلا بعد أن تلتقي المخرج وتتحدث إليه.
وينتظر الجميع مصير هذا الفيلم الذي دافع عنه درايس بقوة، وكان وزير الثقافة ميهوبي، قد أكّد قبل سنة في حديث أجراه مع وسيلة إعلامية إلكترونية أنّ الفيلم سيقدّم الجديد، لكن ما لبث أن كان أوّل المعلنين على "تويتر" بأنّ الفيلم ممنوع من العرض، وهو ما يثير غموضا ما، لكن من جهة ثانية لم يأت تحفّظ وزارة المجاهدين من العدم، حيث أنّ الظاهر يقول بأنّ المخرج لم يلتزم بشروط العقد المبرم. وحتى وإن كان درايس، يريد أن يكون جريئا في نقل حقائق سياسية تاريخية في هذا الفيلم، فإنه غير مقبول إنتاج فيلم من تمويل الدولة لا تتطابق بنود الاتفاق الأول مع مضمون الفيلم، إذا كان حقا درايس، متبنّيا لموقف سياسي صارم، غير أنه لا يتوقف عن طلب المزيد من الدعم المالي الرسمي.
هذا الغموض بدأ منذ 2011، عندما بدأت فكرة إنتاج فيلم روائي طويل عن شخصية بن مهيدي، وخلال سبع سنوات تحوّل مخرج الفيلم إلى آلة لا تتوقّف عن طلب الدعم المالي بين الفترة والأخرى، إذ تشير مصادر إلى أنه تمكن من جمع أكثر من 70 مليار سنتيم، وحسب المختصين فهذا المبلغ يعتبرا ضخما مقارنة بباقي الأفلام المدعمة من طرف الدولة.
وتم تصوير الفيلم الذي اقتبسه للسينما عبد الكريم بهلول، وكتب السيناريو مراد بوربون، استنادا إلى شهادات لرفقاء العربي بن مهيدي وعائلته في الجزائر العاصمة والأخضرية وبسكرة وبشار وبجاية وتلمسان و30 % في استوديوهات بتونس، حيث قام الفريق المكلّف بالفيلم بإعادة ديكور سنوات 1940.
وشارك في الفيلم خالد بن عيسى (في دور العربي بن مهيدي) ونبيل عسلي وإيدير بن عيبوش وآخرون.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/09/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : دليلة مالك
المصدر : www.el-massa.com