الجزائر

ما زال مصرا على التميز رغم الإعاقة مبروك.. موهبة ترسم طريقها نحو السينما



ما زال مصرا على التميز رغم الإعاقة              مبروك.. موهبة ترسم طريقها نحو السينما
رغم إعاقته، جعل مبروك التندوفي، طموحه الأزلي ممارسة السينما كفن. ولد بتندوف عام 1979، وبحكم أنها مسقط رأسه، فقد خصها بالكثير من الصور الفوتوغرافية إضافة إلى هوايته هذه، يساعد مبروك سكان الولاية في تصليح العديد من الأجهزة الكهربائية، ما أكسبه ثقة ومحبة الناس. هي حرفة ورثها عن والده، وتعلمها بمركز التكوين المهني، فنال شهادة صيانة الراديو والتلفزيون عام 2008، وشهادة أخرى في صيانة التجهيزات المعلوماتية.المحل الذي يشتغل فيه مبروك، عبارة عن مساعدة منحتها له الولاية في إطار المحلات المخصصة لتدعيم الشباب لممارسة مختلف مهاراته ونشاطاته الفنية والحرفية.بعد جولة عبر المحلات المتراصة في فضاء تجاري يعج بالحركة والحيوية، توقفنا مطولا عند محل صغير، فإذا بشاب منهمك في تركيب مقاطع من فيديو، يبدو أنها لتظاهرة ثقافية محلية، قام بتصويرها.. من هنا بدأت رحلتنا مع مبروك.يقول مبروك إنه يهوى الإنتاج السمعي البصري، وهو حلم راوده مند صباه وشجعه حصوله على محل حوله إلى ورشة تنطق بالحياة، وهي بمثابة منتدى للإعلام الآلي ومقهى أنترنت، وكل الخدمات المتصلة بعالم المعلوماتية.لكن بنظرة دقيقة وتأملية، اكتشفنا أن المحل لا يتسع لكل هذه الأنشطة العلمية والثقافية، فضلا عن كونه نقطة بيع أشرطة وبرامج إعلامية مختلفة يسهر مبروك على تحميلها من الشبكة العنكبوتية ليلا، أو تلك التي يقتنيها من الشمال بعد أن يقطع حوالي 2000 كلم.ويضيف مبروك بعد أن أعياه التعب: “لقد شاركت في العديد من التظاهرات، وأثبت جدارة في النوادي السمعية البصرية، وحتى التصوير، وحققت رغم إعاقتي مراتب حسنة، وتحصلت على شهادات شرفية من سكيكدة، والمرتبة الثالثة وطنيا في المسيلة، والرابعة في بجاية.أفلام وأشرطة منجزة بإتقان واحترافيةوقفنا على العديد من الأشرطة المنجزة من طرف مبروك، وهي عبارة عن تغطيات لأسابيع ثقافية وحتى أفراح عائلية، ما أكسب مبروك مكانة متميزة عند أفراد المجتمع، لاسيما الشباب، حيث يقدّم بمؤسسات شبانية دروسا أولية في الإعلام الآلي، وقد تخرج على يده الكثير من الشبان في اختصاص التصوير الفوتوغرافي والفيديو، ومنهم من تحصل بفضله على الجائزة الأولى في هدا الاختصاص وطنيا. وأثناء إعداد هذا الروبورتاج، وجدنا مبروك منهمكا مع أحد أعضاء وكالة “اتصالات فيديو كروز”، وهي وكالة متخصصة في الإنتاج السمعي البصري، ويعتبر مبروك عنصرا نشطا وفعالا فيها لما يمتاز به من خبرة ودقة في الأداء.وعن أبرز طموحاته، صرّح مبروك أن السينما هي طموحه الأكبر، ويطلب مساعدته لتحقيق حلمه، حيث أكمل الإجراءات رفقة بعض رفاقه لتأسيس جمعية محلية تهتم بالسينما تابعة للجمعية الوطنية لسينما الهواة.رغبة لإقحام شباب تندوف  في عالم السينمايهدف مبروك من وراء ذلك إلى إقحام شباب تندوف في عالم السينما، وترقية العمل السينمائي بإنتاج أفلام محلية نابعة من تاريخ وثقافة تندوف. وعن مدى تأثير هذه الحركة اليومية النشطة على صحة مبروك، أكد لنا بابتسامة تحمل الكثير من الدلالات أنه يجد متعة وراحة في الحركة ولا يشعر إطلاقا بالعاهة، “وكم تدفعني إعاقتي إلى العمل والطموح نحو تحقيق مشروع تفعيل السينما بتندوف وإنجاز أفلام تاريخية وثقافية محلية وبقدرات وكفاءة تندوفية” .ويبقى مبروك نموذجا حيا لفئة من شباب تندوف، الذين لم تمنعهم الإعاقة من إثبات ذواتهم داخل المجتمع، وحتى التأثير فيه بأعمالهم وإنجازاتهم الكثيرة، ويبقى على الجهات الأخرى تفعيل هذه القدرات الكامنة وصقل تجاربها .علي سالم لفقير


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)