بعيدا عن الهلع الذي أحدثته الهزة الأرضية، أمس، تفنن المسؤولون الجزائريون مرة أخرى في عدم التنسيق ورغبة الظهور على حساب السلاسة في تقديم المعلومات لتنوير الرأي العام. في أبجديات تسيير الكوارث الطبيعية ومختلف الأزمات، تنصب خلية الأزمة لا توكل لها فقط مهمة تنسيق الجهود بين مختلف المتدخلين، بل أيضا العمل على مد الرأي العام عبر وسائل الإعلام بمختلف المعلومات. ورغم أنه تم التعجيل أمس بتنصيب هذه الخلية، لم يقل وزير إن كانت بأمر من رئيس الجمهورية أو لا، عرف الوضع فوضى في المعلومات. فقد أعلنت مصالح الحماية المدنية عن حصيلة لم تتعد 20 جريحا بعد أكثر من ثلاث ساعات من وقوع الزلزال، وتبني مصالح الحماية المدنية إحصائياتها بناء على تقارير وحداتها، أي تدخلاتها ولا تحصي من نقلوا للمستشفيات من قبل الجيران والأقارب، وما أكثرهم، لذا ظهر الفرق الشاسع بين أرقام الحماية والأرقام التي قدمتها مصالح وزارة الصحة، التي تستقبل كافة القتلى والجرحى، لذا تكون أرقامها الأقرب من الواقع، ولكن، أمس، خلية الأزمة قدمت رقما مغايرا عن رقم وزارة الصحة خاصة ما تعلق بالجرحى. المفروض في مثل هذه الحالات، أن تمد كل الهيئات تقارير تدخلاتها لخلية الأزمة، التي تقوم بدورها بكشفها لوسائل الإعلام حتى لا تقع فوضى أرقام. واللافت للانتباه في زلزال أمس، أنه رغم حدوثه في ساعة مبكرة، بالإضافة إلى أنه خلف خسائر محدودة، فإن الحصيلة النهائية لم تستقر على أرقام نهائية إلا مع منتصف النهار، ما يطرح السؤال بشأن الانتقال العمودي للمعلومات بين مختلف الجهات المنخرطة في خلية الأزمة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/08/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فاروق غدير
المصدر : www.elkhabar.com