البلغم
يُعرّف البلغم (بالإنجليزية : Sputum) على أنّه مادةٌ مخاطية تُفرز عند إصابة بالتهابٍ أو مرض، ويعمل الجسم على التخلّص منه عن طريق السعال، حيث يلجأ الجسم إلى زيادة إفراز المادة المخاطية مكوّناً البلغم عند تعرّضه للعدوى؛ وذلك لحماية الرئتين من الأجسام الغريبة العالقة.
أسباب البلغم
تختلف مكوّنات البلغم باختلاف الحالة الصحية للشخص، فقد يتغيّر لونه إلى لونٍ آخر كالأصفر أو الأخضر، كما يُمكن أن يحتوي على صديدٍ أو دمّ. ومن أبرز الأمراض التي يُصاحبها إفراز البلغم ما يأتي:
- التدخين: يُشكّل نسبة 87% من وفيّات مرضى سرطان الرئة، ويُعتبر أحد الأسباب الرئيسية لعدد من السرطانات والأمراض، إذ يُؤثّر في القلب والأوعية الدموية، ويُساهم بشكل كبير في الإصابة بالأمراض الرئويّة نتيجة إضعافه لجهاز المناعة في الجسم، كما أنّه يُسبّب سرطان الشفتين، واللسان، والفمّ، والبلعوم، والمريء، والرئتين، وغيرها. وتجدر الإشارة إلى أنّ المدّخنين يعانون من كحّة مميزة يكون لون البلغم فيها أخضر وأحياناً أصفر، كما يُمكن أن يصاحب البلغم ظهور الدمّ في بعض الحالات؛ لذلك يُنصح بالامتناع عن التدخين أو تخفيفه لتقليل خطر الإصابة بكلّ الأعراض والأمراض المرتبطة به.
- الربو (بالإنجليزية: Asthma): يُعتبر أحد الأمراض المزمنة والشائعة في العالم، حيث يعاني مرضى الربو من حساسيّةٍ مُفرطة لمسبّبات الحساسية (بالإنجليزية :Allergen) كالأغبرة، وحبوب اللقاح، ووبر الحيوانات بسبب التهاب القصبات الهوائية وتضيقها، وتُصاحب التعرّض لهذه المسبّبات صعوبةٌ في ، وألمٌ في الصدر، (بالإنجليزية: Cough)، ومن الجدير بالذكر أنّ المرافق للربو قد يكون جافاً أو مصحوباً بالبلغم.
- التليّف الكيسي (بالإنجليزية: Cystic fibrosis): وهو اضطرابٌ وراثيّ يؤدي لتلفٍ حادّ بالرئتين، ، وأعضاء أخرى بالجسم، إذ يؤثّر في الخلايا المُنتجة للمخاط، فتزداد كميّته، ولزوجته، وسماكته، مما يزيد من فُرص إغلاقه للقصيبات الهوائية، فيجد الهواء صعوبةً في الخروج من الرئتين والدخول إليهما. ومن أبرز ما يعانيه المصاب بالتليّف الكيسيّ صعوبة التنفّس، المصحوبة بكميات كبيرة من البلغم، بالإضافة إلى كثرة إصابته بالالتهابات الرئوية.
- التهاب الشعب الهوائية (بالإنجليزية: Bronchitis): يُصيب هذا الالتهاب الشعب الهوائية التي تنقل الهواء من القصبة الهوائية (بالإنجليزية: Trachea) إلى الحويصلات الهوائية (بالإنجليزية: Alveoli)، وأكثر ما يشكو منه المصاب بهذا النوع من الالتهاب هو السعال، ويكون البلغم المُصاحب للسعال شفّافاً أو أصفر أو أخضر، وقد يشوبه بعض الدمّ. ويُقسم المرض تبعاً لمدّة الكحّة المصحوبة بالبلغم إلى قسمين، أحدهما حادّ وتستمرّ فيه الكحّة لثلاثةِ أسابيع، والآخر مُزمنّ تستمرّ فيه الكحّة لثلاثةِ شهورٍ على الأقلّ.
- الالتهاب الرئويّ (بالإنجليزية : Pneumonia): هو التهاب في الحويصلات الهوائية لإحدى الرئتين أو كليهما نتيجةَ تعرّضها لعدوى بكتيريّة، أو فيروسيّة، أو فطرية؛ حيث تمتلئ الحويصلات بالسوائل أو القَيح مُسبّبةً كحّةً مصحوبةً بالبلغم، وقد يكون لون البلغم فيها أصفر، أو أخضر، أو بُنيّ اللون، وقد يظهر في البلغم بعض الدمّ. ومن الجدير بالذّكر أنّ بعض أنواع الالتهاب الرئويّ قد تحدث نتيجةَ دخول الطعام أو الشراب إلى الرئة؛ إذ يتسبّبُ الطعامُ العالق صعوبةً بالتنفس وحالةً من التذبذبِ في الوعي.
- مرض السلّ (بالإنجليزية : Tuberculosis): ويعدّ من الأمراض الخطيرةِ المعدية والتي تُصيب الرئتين بشكلٍ عام. ويُمكن أن ينتقل المرض من شخصٍ إلى آخر عبرَ الرذاذ المُتطاير أو السُعال. وبالرغم من وجود مطعومٍ للسلّ إلّا أنّه لا يزال المُسبّب الأوّل للوفاة بين الأمراض المُعدية في العالم، إذ يُصاب به شخص من بين كل ثلاثةِ أشخاص حسب الإحصائيات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية. ويعاني المريض الذي تظهر عليه علامات المرض من التعب العام، وفقدان الشهيّة، والكحّة؛ إذ يكون لون البلغم أخضر أو قد يكون ممزوجاً بالدمّ.
- الانصمام الرئوي (بالإنجليزية : Pulmonary embolism): ويُعرّف على أنّه انسداد أحد الشرايين الرئويّة الموجودةِ في الرئتين، ويحدث هذا الانسداد في معظم الحالات نتيجة انتقال التجلّط الدمويّ من الأرجل إلى الرئتين. وتختلف أعراض الانصمام الرئويّ باختلاف حجم التجلّط، ومساحة الجزء المتضرّر من الرئة، ووجود لدى المصاب، ومن هذه الأعراض ألم الصدر، وصعوبة التنفّس، والكحّة المصحوبة بالبلغم والدم.
- مرض الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic obstructive pulmonary disease): وهو التهاب مزمن يصيب المجرى التنفسيّ ممّا يحولُ دون خروج الهواء بعمليّة الزفير، ويعتبر مرض انتفاخ الرئة (بالإنجليزية: Emphysema)، ومرض التهاب القصبات الهوائية المُزمن (بالإنجليزية: chronic bronchitis) أشهر الأسباب المؤدّية للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وفي الحقيقة لا تظهر أعراض المرض حتى تُصاب الرئتين بتلفٍ كبير، ومن أبرز أعراض هذا المرض ضيق التنفّس وخاصة عند ممارسة الأنشطة البدنية، والسُعال الحادّ الذي يُصاحبه بلغم، ويُمكن أن يكون لون البلغم أصفر، أو أبيض، أو أخضر، أو شفافاً.
مراجعة الطبيب
يرتبط البلغم بالعديد من الأمراض، إذ يصعُب تحديد خطورته دون معرفة الأعراض المصاحبة له. ويُنصح بمراجعة الطبيب إذا رافق البلغم ظهور أحد ما يلي:
- أعراض مرض السلّ كالكّحة المصحوبة بالدمّ، والارهاق، ، حيث يتمّ علاج المرض بالمضادات الحيوية لمدّة ستة شهور في حال تشخيصه.
- أعراض الالتهاب الرئوي كصعوبة التنفّس، ، وتسارع نبضات القلب، وقد يختلف العلاج اعتماداً على شدّة المرض.
- سُعال حادّ لأكثر من ثلاثة أسابيع.
- ارتفاع فوق 38 درجة مئوية ولمدّة تزيد عن ثلاثة أيّام.
- التهاب القصبات الهوائية المتكرّر.
- وجود مع البلغم، بالإضافة إلى صعوبة التنفّس، وألمٍ في الصّدر؛ فقد تدلّ هذه الأعراض على حالة مرضية خطيرة مثل .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/06/2019
مضاف من طرف : mawdoo3
صاحب المقال : كريم أحمد
المصدر : www.mawdoo3.com