كتبت مرة تحت عنوان لو أراد الرئيس.. واقترح علي أحد القراء أن أكتب بعنوان آخر لو أراد الشعب! وفعلا فكرت في الموضوع من زوايا كثيرة واحترت ما الذي يمكن أن يحدث لو أراد الشعب.. وماذا يريد الشعب؟!هل يريد الشعب الحرية، هل يريد الديمقراطية، هل يريد سيادة القانون، هل يريد القضاء على الفساد، هل يريد أن يتوقف الظلم، هل يريد زوال الفقر والجهل البسيط والمركب، هل يريد أن يأتي رئيس من اختياره، وهل يريد أن تقوم حكومة في خدمة مصالحه، وهل يريد قيام برلمان يمثل مصالحه والدفاع عنها، هل يريد أن يغيّر العلاقة بينه وبين سلطته، هل يريد مزيدا من الأخلاق، مزيدا من الكرامة، مزيدا من العيش الكريم؟
من يعبّر عما يريده الشعب، ولماذا ينبغي البحث عن وسيط عن ''ممثل'' عن ''منتخب''.. ولماذا لا يكون الناس هم المتحدث الأصيل عما يريدون.. نعم لو أراد الشعب لكسر المعادلة القائمة حاليا للحكم واتخاذ القرار.. وصار طرفا فيها.
ولكن لا ينبغي أن ننخدع مرة أخرى، لقد أراد الشعب في ثورة نوفمبر، ورأينا كيف أديرت الأمور من قبل بعض من أبناء جيل نوفمبر أو من سطوا على نوفمبر!!
نعم لو أراد الشعب لدخلنا مرحلة تاريخية جديدة، لأنها شرط الخروج من الحلقة المفرغة الحالية: سلطة قهر، أحادية مطالب، ركود أزمات.. لا بد من حال نفسية جديدة، منطق جديد، علاقة جديدة، معادلة جديدة.. ولكن ما الذي يقف في وجه إرادة الناس؟ إنها السلطة.. فالرئيس لا يريد، وأطراف السلطة والنفوذ لا يريدون، والكل يخادع في ترجمة ما يريده الناس وما هو ممكن لتجسيد إرادة الناس.. الإجابة بسيطة لا بد أن يستمعوا لمطالب الناس.. وإذا ما كان بهم ''صمم'' سياسي أو مصلحي، فالأفضل أن يرحلوا وألا يتحدثوا عن أي إصلاح.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/09/2011
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : مصطفى هميسي
المصدر : www.elkhabar.com