التزم الرئيس البرازيلي المنتخب، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، غداة تنصيبه على رأس السلطة في أكبر بلدان أمريكا اللاتينية وأكثرها كثافة سكانية، بإعادة بناء البرازيل وتحقيق المصالحة بين أبناء الشعب الواحد المنقسم على نفسه. وتعهد لولا دا سيلفا، في خطاب شديد اللهجة ألقاه بمناسبة تنصيبه رئيسا للبرازيل، بأن يجعل من تعزيز الديمقراطية والسيادة الوطنية وحماية منطقة الأمازون "ركائز" ولايته الثالثة، مؤكدا أن رسالته هي "رسالة الأمل وإعادة الإعمار". كما تعهد بالقضاء على الجوع الذي اعتبره "أخطر الجرائم "، بالإضافة إلى "مكافحة جميع أشكال اللامساواة وجعل كل البرازيليين سواسية في بلد يقطنه 215 مليون نسمة.وقال في هذا السياق إنه "منذ عشرين عاما، بدأت خطاب تنصيبي بكلمة "تغيير" وقلت حينها إن مهمة حياتي ستتحقق عندما يأكل كل برازيلي ثلاث وجبات يوميا.. واليوم يجب أن أكرر هذا الالتزام على خلفية تزايد الفقر والجوع اللذين تغلبنا عليهما في السابق وهما أخطر أعراض الدمار الذي أصاب البلد في السنوات الأخيرة". والتزم الرئيس البرازيلي الجديد، بالدفاع عن البيئة والشعوب الأصلية وشدّد على أنه "لا يمكننا أن نسمح للأمازون بأن تكون أرضا خارجة عن القانون ولن نتسامح مع التدهور البيئي"، معربا عن رغبته في "استئناف اندماج" أمريكا اللاتينية من أجل إقامة "حوار فعّال وجدير بالفخر" مع مناطق أخرى من العالم.
كما أكد أن حكومته ستعزز التعاون مع دول "بريكس" التي تضم بالإضافة إلى بلاده دول روسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. وستبني جسورا مع إفريقيا والدول النامية دون إهمال علاقاتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وقال الرئيس داسيلفا، إن "عجلة الاقتصاد ستدور من جديد"، وأن حكومته ستعمل على رفع الحد الأدنى للأجور بشكل دائم. كما وعد باتخاذ إجراءات ضد حمل السلاح التي "تهدّد سلامة الأسر البرازيلية". وهو يشير إلى سجل سلفه، جايير بولسونارو، الذي وصفه ب"الكارثي"، اتهم لولا دا سيلفا هذا الأخير بأنه "استنزف الموارد الصحية وفكك التعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا ودمر حماية البيئة".
وعاد دا سيلفا البالغ من العمر 77 عاما من الباب الواسع إلى السلطة بعد أن كان قبع في السجن بتهمة "الفساد" قبل أربع سنوات وهو الذي حكم البرازيل لعهدتين متتاليتين، بين عامي 2003 إلى 2010. وفاز لولا دا سيلفا بصعوبة خلال الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية في 30 أكتوبر الماضي على غريمه الرئيس المنتهية عهدته بولسونارو، ليكلف بذلك ما يعرف ب"أسد السياسة البرازيلية القديم" بولاية ثالثة على رأس الدولة الناشئة العظيمة بعد 12 عامًا من ترك السلطة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/01/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ق
المصدر : www.el-massa.com