الى جانب القيمة الفنية والجمالية للفيلم الا ان من اهم فوائد ومخلفات تصوير فيلم بن باديس هو هذا الحي السينمائي بالعاشور والذي تم اقتطاعه من ميزانية الفيلم التي لاتتعدى الـ 35 مليار والذي تم انجازه في فترة زمنية قياسية لتصويرمشاهد الفيلم الخاصة بمحاكاة قصبة قسنطينة التي تشبه الى حد كبير قصبة العاصمة واخرى شبيهة لها بمدن جزائرية اخرى وقد تم انجازه محترفون بعد دراسة تاريخية وصور تعود الى نهاية الفترة العثمانية ، هذا الديكور الضروري لصناعة السينما سيكون بلا شك نواة مشروع مدينة السينما اذا ماتم الزام المنتجين في افلام اخرى باقتطاع مبالغ لبناء ديكوارات اخرى لافلامهم بدل تصويرها بالخارج ، وبذلك يساهمون في توسعة الحي وهي خطوات ضرورية للصناعة السينمائية المحترفة ، وليس للسينما فقط بل يمكن استغلال هذا الديكور لانتاجات تلفزية وخاصة اذا ما توفرت النية الصادقة لصناعة سينمائية جزائرية تنافسية مثلما ما تم في فيلم ابن باديس
تذييل بخصوص مستقبل المدن السينمائية السينمائية الجزائرية في كتابي المدينة في السينما الجزائرية :
....وفي أغلبية الدول العربية باستثناء ربما مصر ومدينة طنجة المغربية، فقد لحق ﺍﻟﺘﺸﻭﻩ ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ أغلبية المدن العربية خلال الخمسين سنة الأخيرة، ، وهو ما بات يهدد جمالية الصورة على الشاشة العربية، لاسيما ما يتعلق بأفلام الحقبات التاريخية الممتدة من العام 1920 إلى العام 1970،مما دفع بالسينمائيين إلى البحث عن كادرات أكثر ملائمة داخل الاستوديوهات السينمائية، كما في الجزائر حيث يضطر مخرجوها تصوير أفلامهم الكبيرة خارج الجزائر، أو في مدن متفرقة وهذا يزيد من تعقيد سرعة وتكلفة الإنتاج، مثل ما حدث مع فيلم العربي بن مهيدي ، لاننا نرى بأن المستقبل الحقيقي للتصوير هو إنشاء مدن للإنتاج و كل المرافق لكل مراحل الإخراج.. كما هو معمول به في كل البلدان المتطورة في السينما العالمية.. دون ذلك سنبقى ندور في حلقة مفرغة، و نقضي حتى على المجهود الفردي للعاملين في الحقل السينمائي، التكنولوجيا الحديثة تتطلب ذلك لأن السينما فضاء. فضاء..و فضاء...والتجربة التي قام بها محمد حازورلي في فلم الدخلاء اكبر دليل على ذلك حيث انه من أول صورة إلى الصورة الأخيرة تم التصوير في قلب العاصمة وأحداث الفيلم تدور في سنوات الخمسينيات، لكن ربما لا تزال بعض المدن صالحة لذلك فنحن لم نستغل بعد كل الفضاءات السينمائية في بلادنا، التي تبقى استديو مفتوح فيما يتعلق بالأفلام الحديثة.... ويبقى اللجوء إلى الاستوديوهات أمرا قائما.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/05/2017
مضاف من طرف : frankfurter
المصدر : https://www.facebook.com/djamel.mohamedi.7?hc_ref=NEWSFEED