الجزائر

لهذه الأسباب تستورد "جزائر البترول" الوقود



لهذه الأسباب تستورد
مصافي السبعينيات والثمانينيات لم تعد تلبي طلب السوق المحليةيطرح المواطنون عادة التساؤلات نفسها حينما يجدون أنفسهم سجناء مركباتهم في طوابير بحثا عن الوقود في فترات متقطعة من كل السنة "لماذا يحدث هذا في بلد البترول؟".يعلم الجميع أن الجزائر تستورد كميات من الوقود والمازوت تتراوح بين 2 و3 ملايين طن سنويا وتكلف الخزينة ما يقارب 3 ملايير دولار، لكن ما لا يعلمه أغلب الناس أن الحكومة قد وضعت برنامجا للاكتفاء الذاتي من إنتاج الوقود خصصت له 200 مليار دينار كان من المرتقب أن يجعل الجزائر في منأى عن مشاكل التخزين والنقل والمشاكل المناخية التي تمنع حركة السفن بدءا من سنة 2014، غير أن المشروع ظل رهين تضارب تصريحات المسؤولين ومن 2014 تأجلت نتائج المشروع إلى 2017 بسبب تأخر برامج صيانة المصافي في الجزائر وسكيكدة وأرزيو بوهران قبل أن تمدد آخر تصريحات الوزير يوسفي أول أمس من آجال المشروع إلى 2020 بسبب تأخر برامج إنجاز وحدات تخزين جديدة وتمديد أنابيب نقل الوقود.والحقيقة أن تأخر هذا المشروع زاد من الضغط على تلبية الحاجيات، بل إن الضغط الكبير في السوق دفع الجزائر إلى اللجوء إلى الأسواق الحرة "سبوت" التي تعتمد الصفقات بالتراضي لاقتناء كميات كبيرة وفي وقت قصير، لاسيما في ظل الأزمة التي تعرفها صناعة التكرير في ظل انخفاض أسعار النفط وبما أن الدول التي تقتني كميات الوقود من السوق الحرة تستعين بوسطاء، فإن إمكانية بروز ثغرات في آجال التسليم تبقى قائمة وبالتالي يبقى المواطنون رهينة احترام الممونين الأجانب لآجال تسليم الشحنات وعادة ما يلقى هؤلاء صعوبات في الالتزام بتاريخ محدد بسبب عوامل متغيرة ممها اكتظاظ الموانئ وسوء الأحوال الجوية. وإذا علمنا أن وحدات التخزين التابعة لنفطال لا تكفي سوى مدة أسبوع واحد نتفهم جيدا سبب ندرة الوقود التي تصيب محطات الوطن. وإلى جانب ذلك لا تخلو عملية استيراد الوقود من السوق الحرة من مخاطر تسجيل نقائص على مستوى مراقبة النوعية، وبالتالي يمكن أن توجد كميات وقود رديئة النوعية في السوق، بينما يفترض أنها تخضع لمراقبة شديدة قبل وصولها إلى سوق التوزيع. فالدول الأوروبية مثلا التي تعتمد مقاييس "أورو 4" و"أورو 5" و"أورو6"، وفقا لنسبة الانبعاثات الغازية، خاصة ثاني أكسيد الكربون وأكسيد الآزوت، تحول دون دخول البنزين الجزائري إلى السوق الأوروبية.وساهم تأخر برامج إنجاز المصافي التي ينتظر أن يرفع قدرات التكرير من 27 مليون طن إلى 60 مليون طن، فضلا عن برامج صيانة وعصرنة المصافي، منها مصفاة سكيكدة التي تنتج 15 مليون طن وسترفع قدراتها الإنتاجية إلى 16.6 مليون طن، منها 4.7 ملايين طن من المازوت ومليونا طن من البنزين وفي 2012 مثلا استوردت الجزائر نحو 2 مليون طن من المازوت و500 ألف طن من البنزين.ويتصدر المازوت قائمة المواد المستوردة بحوالي 1,4 مليار دولار، يليه البنزين الممتاز بحوالي 800 مليون دولار و740 ألف طن. وتستورد الجزائر البنزين الخالي من الرصاص الذي ينتج بشكل محدود في مصفاة سكيكدة فقط أصنافا من الزيوت أيضا، وعدة مشتقات أخرى، منها وقود السفن والطائرات. تجدر الإشارة إلى أن سوق الوقود بمختلف أصنافه الممتاز والعادي ودون رصاص ومازوت يقدر ب14 مليون طن سنويا، منها حوالي 6,5 ملايين طن، أي في حدود 70 بالمائة من الوقود المستهلك عبارة عن مازوت.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)