الجزائر

لهذا نحن سعداء!؟



لهذا نحن سعداء!؟
استعمل الجزائريون هذه الأيام عبارة “الأكثر سعادة” في جمل مختلفة، وكأنه درس لغة، وصرفوها مع كل الأوقات، أنا سعيد، هو السعيد، هي سعيدة بن حبيلس، أو إن شئت عمار سعداني، ولكل مقدار السعادة حسب جيبه وحسب قربه من منبع السعداء.ولماذا لا يكون الجزائريون سعداء.. وهم المحظوظون، وآبار النفط والغاز تدور على آخرها، والحكومة تسهر على راحتهم، تستورد لهم البطاطا، وتصنع لهم ال”سامبول” وتبني لهم السكنات، وتوزع عليهم مشاريع ال”أنساج” بالملايير؟!وحدهم أغبياء الصحافة مثلنا من لا يرى ولا يسمع ولا يحس بهذه السعادة الغامرة التي ملأت الدنيا!؟افتحوا التلفزيون على القنوات الوطنية وستتأكدون، برامج للغناء وأخرى للرقص وللطبخ وتصفيف الشعر، وكيف تضعين مكياجك وكيف تحضرين قناعا طبيعيا لتنظيف بشرتك، ولا أنسى عروض أزياء الأعراس وما يرافقها من حلويات، وعلب ورق بكل الأشكال مستوردة من الصين.الجزائريون سعداء، والدليل أن سكان الكثير من الأحياء في العاصمة ومنذ الرئاسيات الماضية لم يتوقفوا عن الاحتفال ليلا.. يطلقون الألعاب النارية حتى ساعة متأخرة.. فإن لم يكن هذا دليل على السعادة فهو دليل على ماذا إذاً؟سعداء لأننا شاركنا في كأس العالم وكدنا نفوز على ألمانيا بطلة العالم، وخرجنا نحتفل رغم الخسارة ونتفاخر على أشقائنا العرب لأننا وصلنا للدور الثاني. وسنشارك في كأس إفريقيا أيضا وسيخرج الجزائريون إلى الشارع يحتفلون في حال الفوز مثل الهزيمة؟!نحن سعداء، بفضل السعيد سعدي وسعيد بركات وسعداني وسعيدة بن حبيلس، أليست هذه كلها مؤشرات على أننا مجتمع سعيد؟!فالذي لا يقر بهذا إنما هو نذل وجاحد للنعمة. ألم يحسدنا السفير الياباني على نعمة الشمس وتربتنا الخصبة، ولامنا لأننا لم نعرف كيف نستغلها وإلا لكنا سلة غذاء للعالم وليس لإفريقيا فقط؟اخرج إلى الشارع لترى كيف يرتدي الجميع “الماركات”، نساء ورجالا، ويلبسون أحذية بقيمة راتب سعداء، فلا أحد منا ينام خاوي البطن. ويكفي أن مزابلنا (حاشاكم) تأخذ نصف وارداتنا من القمح والأغذية الأخرى التي تتعب شعوب أخرى لتصنعها لنا، بينما نحن نائمون ننعم بسعادتنا. ولماذا نشقى ونتعب ونزرع ونحصد ونبني ونشيد، ما دام هناك الصينيون لبناء مساكننا، واليابانيون لتشييد طريقنا السيار، والفرنسيون لتطهير المياه التي نشربها ولصناعة السيارات التي نركبها ونتفاخر بها، ونملك من الهواتف النقالة مثنى وثلاث ورباع مثل ضرائر نعيمة صالحي، ونغضب على الحكومة لأنها تأخرت في إطلاق الجيلين الثالث والرابع، لأننا مستعجلون للحاق بركب الحضارة، الذي لا نرى أين سيتجه.أليست هذه أدلة كلها على سعادتنا؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)