الجزائر

لها رمزية وقدسية كبيرة لدى الجزائريين



لها رمزية وقدسية كبيرة لدى الجزائريين
تكتسب ليلة القدر رمزية وقدسية كبيرة لدى الجزائريين، الذين يعدون العدة مبكرا لإحيائها وتكريس عادات وتقاليد توارثوها أجيالا بعد أجيال، ويتنوع احتفالهم بها بين العبادة وعادات منها ختان الأطفال والتجمع لتناول طبق الكسكسي الشهي.ولأنها ليلة خير من ألف شهر أنزل فيها القرآن على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فإن لها رمزية وقدسية كبيرة لدى الجزائريين، الذين يعدون العدة لإحيائها قبل حلولها بأيام عديدة، لتكريس عادات وتقاليد توارثتها أجيالا بعد أجيال.وحتى وقت قريب، كان الأطفال يخرجون إلى الشوارع ليلا وينظرون إلى السماء، وينتظرون بشغف وحماس كبيرين متى تفتح أبواب السماء، لأنهم سمعوا عن آبائهم وأجدادهم روايات وقصصا على أن أبواب السماء ستفتح في هذه الليلة المباركة، وسيغدق فيها الله -عز وجل- على عباده الصائمين هداياه وفضائله، ولم يكن يعلم هؤلاء الأطفال أن الهدايا والعطايا الإلهية تمنح فعلا لمن صام إيمانا واحتسابا.ومع انتشار الوعي الديني أكثر تلاشت هذه الظاهرة، وبدل أن ينتظر هؤلاء وبعض من آبائهم أن تفتح أبواب السماء، فإنهم يتجهون للمساجد لتلاوة القرآن وقيام الليل حتى مطلع الفجر.وفي هذه المناسبة يصوم بعض الأطفال لأول مرة في حياتهم، حيث تمارس طقوس خاصة، إذ يعد له مشروب خاص بالماء والسكر وتضاف له قطرات من ماء الزهر، ويوضع بداخله خاتم من الذهب والفضة. وتمسكا بهدي الرسول الأكرم، تستغل عائلات هذه المناسبة لختان ابنائها وتستغل العديد من الجمعيات الخيرية ليلة القدر لتنظيم حفلات ختان جماعية للعائلات المحرومة والمعوزة، مع تقديم ملابس وهدايا للأطفال لإدخال البهجة والسرور في نفوسهم يوم عيد الفطر.ورغم تباين واختلاف العادات والتقاليد على مستوى مناطق الجزائر، يختلف الاحتفال بهذه الليلة في جزئيات صغيرة من حيث الأطباق التي تحضر لهذه المناسبة، فعلى مستوى العاصمة الجزائر والمناطق المحيطة بها تحضر مختلف الحلويات، مثل حلوى "البسيسة" التي تحضر بدقيق القمح والزبدة وتمزج بالعسل وتزين بعد ذلك بالجوز واللوز، وهذه الحلوى تعطي قوة تحمل أكثر، خاصة لمن يقوم الليل حتى الفجر، مع تحضير أطباق أخرى كالرشتة والكسكسي. وفي الشرق تحرص النساء على تحضير "الشخشوخة" بمختلف أصنافها، وعلى مستوى مناطق الغرب تحضر الحريرة والكسكسي بالخضر.ولا يمكن لهذه المناسبة أن تمر دون أن يكون للحناء موقع فيها، فهي رمز الفرح والسرور والاحتفاء بالمناسبات الدينية، لذلك تعمد النسوة إلى استعمال الحناء لأنفسهن، ولأولادهن بمختلف الأشكال والأنواع.وفي العاصمة الجزائر يقول مرواني إن عائلته وبقية العائلات الجزائرية يجتمعون بعد صلاة التراويح على "البوقالات"، وهي تقليد عاصمي بامتياز عبارة عن لعبة تعتمد على الأمثال والحكم السعيدة، وتتفنن النساء في إعدادها وتوريثها جيلا بعد جيل.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)