تبدو ثقافة الإبراهيمي الواسعة واطلاعه الدقيق على علوم الشريعة الإسلامية ومشاركته فيها، من خلال استقراء مجموع ما كتبه من مقالات وما ألقاه من دروس ومحاضرات، حيث تتبين لنا هذه الثقافة وهذا الاطلاع، صحيح أن الإبراهيمي لم يؤلف في الفقه ولا في غيره من علوم الشريعة الإسلامية الأخرى تآليف مستقلة، إلا أن اهتمام الرجل باصلاح حال الأمة وتشوقه إلى تغيير حالها وتبديل وضعها إلى الأفضل، أملى عليه الاهتمام بكثير من القضايا العلمية ذات الصلة بواقع الأمة، ومعالجتها معالجة فقهية، مع توظيف بقية العلوم الشرعية توظيفا فاعلا عند تناول كل قضية من قضايا الواقع الإسلامي التي عايشها وعمل على علاجها.. ولعل هذا هو سر ذلك الترابط الدقيق الذي نلاحظه بين جوانب الشخصية العلمية للإبراهيمي، حيث تبدو هذه الجوانب متلاحمة تلاحما وثيقا، ولا يمكن الفصل بينها إلى على سبيل الدراسة النظرية. وما ذلك إلا لأن الإبراهيمي كان رجل إصلاح يعيش واقعه ويتفاعل مع قضايا عصره وأمته، ولم يكن رجل دراسات نظرية تبدأ من المكتب الذي تكتب عليه وتنتهي عنده ولا يكون لها في الواقع أي أثر. لذلك فنحن، حين نتناول فقه الإبراهيمي، فإنما على أساس من الدراسة النظرية التي لا يمكن اعتبارها دراسة مستقلة مبتوتة الصلة بدراسة بقية جوانب الشخصية العلمية الإبراهيمية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/05/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - مسعود فلوسي
المصدر : الإحياء Volume 4, Numéro 1, Pages 47-66 2002-06-01