الجزائر

لماذا يعدّ حظر الفايسبوك في مكاتب العمل قرارا حكيما؟



لماذا يعدّ حظر الفايسبوك في مكاتب العمل قرارا حكيما؟
في وقت تتوجه الشركات والمؤسسات التي يعمل بها الموظفون في مكاتب مزودة بكافة الأدوات اللازمة، ومنها الكمبيوتر وخدمة الأنترنت، يبدو أن الملايين من الموظّفين يقضون وقتا مهمّا على الشبكة الاجتماعية الأكبر في العالم وهي الفايسبوك.يدور نقاش حاد في كواليس إدارات الكثير من الشركات والمؤسسات الجزائرية للتوجه نحو منع وحظر الولوج إلى الفايسبوك من مكاتبها، وبدأ الخوف يرتسم على ملامح الملايين من عشاق الشبكة الزرقاء العاملين في مكاتب العمل لمدة 8 ساعات أو أقل.من المعروف أن هذا يحدث في العالم العربي من المحيط إلى الخليج كبقية دول العالم، لكنه يشيع أكثر في الجزائر، حيث يدخل المدير على الموظف بغتة ليجده يتفاعل على الفايسبوك ويتكرر السيناريو مع أغلبية الموظفين، حتى وإن لم يكن مديرا فستجد أحدهم منكبا على التفاعل وينتظر الزبون أو الزميل لبعض الوقت، حتى ينتهي قبل أن يلبي الطلب أو يقدّم الخدمة.لكن هناك من يرفع شعار أن ”حظر الفايسبوك في مكاتب العمل غباء وخطأ فظيع”، والأدلة التي يواجهون بها رجال الأعمال متعددة قد تكون مقنعة بالنسبة لك، ومنها أن الموظفين الشباب اعتادوا على الفايسبوك في حياتهم ومن المحبط بالنسبة لهم أن يتم منعهم من الولوج إليه خلال 8 ساعات من العمل أو حتى نصف اليوم كله، كما أن ذلك سيعتبره الموظفون انعدام الثقة بهم، وهو ما سيضرّ بالإنتاج والجودة، دون أن نتجاهل نفسية الموظفين التي ستتعقد في العمل، والحق الطبيعي لكل موظف في العالم لأخذ مدة راحة في العمل للولوج إلى الفايسبوك، حيث يقولون ”بما أن المدخنين من الموظفين يسمح لهم بالتوقف عن العمل لمدة قصيرة للتدخين، فإن السماح للجميع بالولوج إلى الفايسبوك في الوقت الذين يشعرون بالحاجة إليه حق واجب وطبيعي”.ويبقى أنه في أي مكان في العالم.. العمل مقدس وله قوانين وشروط لا بدّ من التقيد بها كي تتحقق الأهداف ونستمتع بالنجاح وبسجلات الإنجازات، فلماذا لا يضاف إليها حظر الفايسبوك؟ ما الذي سيخسره رجال الأعمال ومديرو المؤسسات إذا فعلوا ذلك؟ سواء بتنبيه شفوي أو مكتوب للعاملين لديهم أو ربما مراقبة المواقع التي يتم زيارتها في شبكة العمل للتعرف على أجهزة الحاسوب التي يتم من خلالها زيارة الفايسبوك، وبالتالي القيام بالإجراءات اللازمة مع مخترقي قانون العمل الجديد، عبر توعيتهم ومساءلتهم وربما معاقبتهم في حالة تغلب الإدمان على نفسياتهم، وقد يكون حظر الولوج إليه برمجيا أفضل حل على الإطلاق.الحقيقة أن تصفح الفايسبوك يتم بعد كل عدة دقائق من العمل، ويأخذ حيزا مهما من المدة الزمنية التي يستغرقها الموظفون في مكاتبهم، وهو ما يؤثر على الإنتاج وجودته وعلى سلوكيات الأفراد العاملين، فالإنتاج لن يكون حتما بمستوى متكافئ مع إنتاج موظف آخر يتابع تنفيذ المهمات بإتقان وباستمرار ودون أن يقاطعها بالمحادثات على الفايسبوك والتفاعلات مع المنشورات، الأمر أيضا يؤثر بشكل سلبي على جودة المنتجات المقدمة، وعلى جودة التعاملات مع العملاء والزبائن. وبما أن الشركات الناجحة تمنع في العادة الاتصال بالأهل أثناء العمل، من أجل إبعادهم عن المشاكل والأحداث التي قد تحدت أثناء ذلك لدى أسرهم كي لا تؤثر على تركيزهم ونفسيتهم فيصبح أداؤهم طيلة الوقت المتبقي من مدة العمل سيئا، فإن الفايسبوك نفسه ليس إلا أداة تواصلية تتيح للأهل إرسال رسائل تنقل الجو الأسري الذي يكون بعض الأحيان مقلقا للموظفين، وهو ما يجعلهم في مكاتبهم حاضرين جسديا بينما الذهن غائب.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)