واهم من يعتقد أن ميلان الإيطالي بسمعته وتاريخه العريق سيقع فريسة سهلة لسحرة برشلونة في مواجهتي دور ال16 لبطولة دوري أبطال أوروبا بكرة القدم، دون إنكار حقيقة أن الجيل الحالي من لاعبي الروسونيري ربما يكون الأضعف على مر تاريخه، وأن العملاق الكتالوني يمر بأزهى عصوره، ولكن من يستهتر بكبرياء ملوك السان سيرو، فليستعيد ذكريات موقعة أثينا العام 1994.
ففي نهائي التشامبيونز ليغ 1994 على ملعب أثينا الأوليمبي، كان السواد الأعظم من جمهور اللعبة الشعبية الأولى في العالم يراهن على “فريق الأحلام” الكتالوني، ويرى أنه ضامنا لحمل الكأس ذات الأذنين الطويلتين للمرة الثانية في تاريخه، بعد عامين فقط من انجاز الكأس الأولى على ملعب ويمبلي التاريخي بلندن بعد الفوز على سامبدوريا الإيطالي بهدف الأسطورة الهولندي رونالد كومان، حيث ظن الجميع بعدها أن هذا الفريق لا يقهر.
كانت برشلونة تتباهى بال”دريم تيم”، الذي احتكر الليغا أربعة مواسم متتالية (من 1991 وحتى 1994) في وجود روماريو وستويتشكوف وكومان ولاودروب، وهو انجاز لم يحققه حتى “فريق الأحلام” الثاني (الحالي) تحت إدارة المدرب السابق بيب غوارديولا.
كما كان برشلونة وقتها قد اكتسح بورتو البرتغالي في نصف النهائي بثلاثية نظيفة، فيما لم يكن ميلان في أفضل حالاته، رغم فوزه بالنتيجة ذاتها على موناكو الفرنسي في نصف النهائي الآخر.
لذا بدأت الصحافة العالمية تتساءل كم هدف سيحرز نجم السامبا البرازيلي روماريو في النهائي الذي سيفوز به برشلونة حتما، دون وضع أي اعتبار للخصم اللومباردي.
لكن رجال فابيو كابيللو لقنوا كتيبة يوهان كرويف درسا في التواضع وعدم الاستهزاء بالخصم مهما ظهر عليه الوهن، لينتصروا في المباراة النهائية بأربعة أهداف نظيفة ويتوجوا باللقب القاري الغالي وبنتيجة مفاجأة لم تجل على بال أحد.
رباعية كاملة جاءت من توقيع الإيطالي دانييلي ماسارو (هدفين) والمونتنغري سافيسيفيتش والفرنسي مارسيل ديساييه (آخر ثلاثة أهداف سجلوا خلال 15 دقيقة).
كابيللو خارج الخطوط كان هادئا، ثابتا بملامح وجهه الجامدة كأنها مباراة ودية، فيما يرقص مساعدوه ولاعبوه الاحتياطيون من حوله، لكن بداخله بركان فرح يريد أن يصرخ أمام 70 ألف متفرج بمدرجات الملعب قائلا: “هذا هو فريقي الذي استهزأتم به”.
وعلى النقيض كان كرويف يتلقى الصدمة واحدة تلو الأخرى داخل شباك زوبيزاريتا في مباراة شاب فيها شعره، وعلى وجهه تبدو فاجعة الاحتفال قبل الأوان وعدم احترام الخصم كما كان يجب، لتكتب تلك المباراة النهاية لفريق الأحلام الأول.
ربما لاعبو الجيل الحالي للبرشا يدركون ذلك الأمر جيدا، وهو ما بدا في تصريحاتهم قبل المباراة التي تنم عن احترام كامل للخصم، لم لا وزوبيزاريتا الذي عايش تلك التجربة المريرة يشغل حاليا منصب المدير الرياضي، ليحذرهم من تكرار النكسة.
لكن قطاعا كبيرا من مشجعي عملاق الكرة الإسبانية لا يدركون تلك الحقيقة، ويطالبون بإذلال عزيز القوم في بلاد الكاتيناتشو دون استيعاب دروس الماضي.
في السنوات الأخيرة كان التفوق واضحا لبرشلونة على ميلان الذي كان يعج بالنجوم، لكن الفوز كان يتحقق بشق الأنفس، لذا من حق أتباع الطائفة الكتالونية أن يثقوا في الفوز، لكنه لن يتحقق بأريحية رغم امتلاء الميلان بالصغار منعدمي الخبرة وأنصاف النجوم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/02/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : eurosport
المصدر : www.elkhabarerriadhi.com