شهدت مصر في عصر الحكم الفاطمي الإسلامي نهضة علمية كبيرة بداية ببناء أعرق جامعة عربية إسلامية (الأزهر الشريف) منذ ألف عام في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي، مروراً ببناء المراصد الفلكية كمرص الجيوشي فوق سطح جامع الجيوشي بجبل المقطم شرق القاهرة ومرصد المأمون بباب النصر حيث سميت هذه المراصد بأسماء الوزراء الذين شيدوها.
وفي 30 إبريل 1006م رصد الفلكي العربي المسلم علي بن رضوان ظاهرة حدوث أعظم سوبر نوفا (نجم متفجر) في مدينة الفسطاط (مصر القديمة) جنوب القاهرة حيث قام بتسجيل هذه الظاهرة بتفصيل عال وتحديد موقعها بدقة بالغة في كتابه المسمى (بالأرباع) والذي تُرجم إلى اللاتينية في العصور الوسطى حيث اعتبر كواحد من أهم المراجع الفلكية في أوروبا في ذلك الوقت، ثم تم رصد سوبر نوفا علي بن رضوان بالتلسكوب الفضائي هابل وبالأقمار الصناعية بأشعة إكس وجاما وبالمناظير الراديوية من على سطح الأرض ويعتبر أقوى وأعظم انفجار لنجم في تاريخ البشرية.
كذلك قام ابن يونس المصري بأخذ أرصاد دقيقة للشمس والقمر والكواكب بمرصده فوق المقطم وعليه فقد قام بوضع "الزيج الحاكمي" نسبة إلى الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي في ذلك الوقت وكان هذا الزيج يعتبر أكثر دقة من نظيرتها البطلمية بمدرسة الإسكندرية. كما عمل ابن يونس في علم اللوغريتمات وأبدع فيه. وعمل الحسن بن الهيثم كراصد وعالم فلك في أثناء إقامته بمصر بجانب عمله في مجال البصريات حيث يعتبره الكثيرون من مؤرخي تاريخ العلوم أنه المؤسس الحقيقي لعلم البصريات الحديث... وكان لعدم وفاء النيل في عهد المستنصر بالله حدوث مجاعة كبيرة في مصر عرفت في كتب التاريخ بالشدة المستنصرية.. وكانت هي بداية النهاية للحكم الفاطمي في مصر وما حولها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/08/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - شلتوت مسلم
المصدر : مجلة البدر Volume 4, Numéro 4, Pages 81-88 2012-04-15