من قال إن السودان سيصبح من جديد ”سلة إفريقيا”، مثلما كان يسمى زمن الخير، بعد تفكك أوصاله بين شمال وجنوب .. بين دولة للمسلمين وأخرى للمسيحيين بمباركة أمريكا والغرب.
فبعد سنة من إعلان قيام دولة في جنوب السودان ذات أغلبية مسيحية وقبول الشمال على مضض هذا الخيار الذي زكاه سكان الجنوب في استفتاء مصيري، ها هي طبول الحرب تقرع من جديد في السودان، ويعود الإخوة الأعداء إلى الاقتتال من جديد، عراك على آبار النفط ومن سيسيطر عليها..
هذه النتيجة كانت متوقعة منذ مدة، وكان الجميع ينتظر عودة الحرب على آبار النفط وعلى منطقة هجليج الغنية بهذه الثروة اللعنة.. الثروة التي يركض الجميع خلفها مهملين الثروات الأخرى، وخيرات الأرض التي كانت مورد رزق، ليس للسودان وحده، بل لكل إفريقيا، ألم يكن هذا البلد الذي يعبره النيل العظيم من أكثر البلدان غنى واخضرارا في إفريقيا؟!
اليوم تتفاخر الخرطوم بأنها ستعلن النصر قريبا، فأي نصر الآن بعدما صار السودان سودانين، ووجهت فوهات البنادق إلى صدور أبناء الوطن الواحد؟!!
اللعنة التي تنخر أوصال السودان اليوم، اسمها حسن الترابي، الرجل الذي لم يحسب عواقب عمله عندما أعلن عن قيام نظام إسلامي في السودان، وتطبيق الشريعة في هذا البلد الذي يضم نسبة كبيرة من المسيحيين في الجنوب، فكانت النتيجة خلق فرقة وسط الشعب السوداني وجعل نصفه عدوا لنصفه الآخر، ودارت رحى الحرب على ترابه لسنوات، واستعملته القاعدة وأسامة بن لادن ملجأ لحروبها التي كانت تخوضها ضد الكون، فجلب لأهله الويل وفتح باب التدخل أمام القوى الأجنبية على مصراعيه.
وكانت مجاعة سكان دارفور الذين خرجوا تائهين في الأرض فاستغلها الغرب ليؤلب الرأي العام العالمي على النظام السوداني المتطرف، فكانت النتيجة هذه التي تتلقفها فضائيات العالم.
شطرا السودان يتحاربان من جديد، ووقود الحرب الإنسان السوداني الذي أنهكته المجاعات والأمراض والظلم والتدخلات الأجنبية التي لا هم لها إلا بسط سيطرتها على الجنوب مثل الشمال وتذهب خيرات السودان هباء منثورا، ألم يضرم جيش الشمال النار في آبار النفط الكائنة في الجنوب؟
مازال السودان يدفع ثمن جنون الترابي ودكتاتورية عمر البشير وانسلاخ الجنوب من هويته وابتعاده عن حلفائه الطبيعيين عندما ارتمى في أحضان إسرائيل انتقاما من العرب والمسلمين..
السلم في السودان مازال حلما بعيدا...
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/04/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حدة حزام
المصدر : www.al-fadjr.com