لعبة الحظ

من المؤكد أن الإعانات المالية و المساعدات الاجتماعية أصبحت تُغري الجميع و تُسيل لعاب الأثرياء قبل المحتاجين فأصحاب المال و الأملاك صاروا يتهافتون وراءها و يسعون بكل وسائل الإغراء و التحايل للحصول عليها و لن يواجهوا الكثير من المصاعب و المتاعب للوصول إليها حتى يُصبحوا من الأوائل ضمن قوائم المستفيدين ، لن تعترضهم أي عوائق و تسير مصالحهم كما يشتهون و تُيسّر إدارات لخدمتهم و المعارف لتدليل الصعاب عليهم ، هذه الإدارة ستكون أيضا العائق الأكبر في وجه مستفيدين لا يملكون مالا و لا جاه و لا معارف لتمرير ملف الإعانة، سينتظرون شهورا ليُقبل الطلب و سنوات لتعديله و تحيينه و تجديد بعض الوثائق و تصحيح الأخطاء الواردة في الأسماء أو التواريخ و تفاصيل أخرى لا تُجيد المراوغة فيها سوى الإدارة ،جهد و صبر و وقت أطول بكثير ينتظر صاحب الطلب حتى تقبله الإدارة ثم ينتظر سنوات أخرى لتصل الإعانة التي لن يبقى لها أي قيمة أمام غلاء تكاليف العيش ،و كأن ما حدث لهذا و ذاك ضربة حظ أو مجرد كبسة زر تُشعر صاحبها بأنه محظوظ و عندما يضغط سيجد ما يبحث عنه كاملاً من أول مرة دون عناء.