صدقوا أو لا تصدقوا، العلاقة بين واشنطن وطهران كانت وستبقى سمنا على عسل، والضجة التي تثار في وسائل الإعلام حول اعتزام أمريكا توجيه ضربة عسكرية لإيران مجرد ابتزاز، الهدف منه ممارسة مزيد من الضغط على حكامها لحاجة في نفس نزلاء البيت الأبيض.
وبالعودة إلى التاريخ، نجد هذا المبدأ الأمريكي مقدسا في فكر نزلاء البيت الأبيض.. لكننا لا نقرأ التاريخ بطريقة صحيحة. ألم يقل باراك أوباما إنه سينتهج سياسة مختلفة عن سلفه جورج بوش فيما يتعلق بإيران؟ ألم يوضح مرارا أن بوش كان يضغط على إيران ولم يجد نفعا، وأنه مستعد للحوار مع حكامها لإيجاد حل لما بينهما من مشاكل؟
لكن بعد 3 سنوات، عاد أوباما إلى عادة الإدارة الأمريكية القديمة، فسياسة الجزرة التي طبقها لم تجد نفعا، وانقلب السحر على الساحر. إن توجيه ضربة عسكرية لإيران عمل أحمق، لأنه من شأنه أن يكون مكلفا، ولأنه سيوحد الإيرانيين خلف النظام، وسيشعل الحرب مجددا في لبنان الذي يحكمه فعليا حزب الله.
إن واشنطن تمارس الابتزاز الذي اعتادت عليه ضد من تشاء، وهي تعلم جيدا أن إقدامها على خطوة مثل هذه يعني ببساطة قيام إيران بالرد، وأول أهدافها في هذه الحالة القواعد الأمريكية العسكرية في الخليج العربي وهي على مرمى حجر.
إن أمريكا تضغط على إيران لهدف واحد فقط، وهو الانسحاب من العراق ورفع يديها عنه، بما يسمح لها بانسحاب مشرف لقواتها من المستنقع الذي تغرق فيه منذ ,.2001 والسبب، أن إيران تمسك بأوراق كثيرة تضغط بها على دول الجوار في الوقت الذي لا تملك أمريكا ما يكفي من هذه الأوراق.. وأول الأوراق الإيرانية اللعب على حبل الوحدة الدينية في الخليج العربي والعزف على وتر المرجعية السنية والشيعية، وهذا وحده قادر على تمزيق شبه الجزيرة العربية إلى عدة كيانات، وهي لعمري طريق معبد إلى الهاوية.
jalal_bouati@gmail.com
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : جلال بوعاتي
المصدر : www.elkhabar.com