الجزائر

لسنا عنصريين يا سيدة حدة!



لسنا عنصريين يا سيدة حدة!
صدمت كثيرا وأنا من متابعي جريدة ”الفجر” خاصة ركن السيدة حدة حزام في آخر صفحة من صفحات جريدتنا القيمة، وأنا أقرأ مقالا يصفنا بالعنصرية والقزازة وكره (الكحالش) لأن أستاذتنا السيدة حدة تمالكتها العاطفة الجياشة، فنقلت معاناة المهاجرين دون أن تعرج على معاناة المقيمين من الأهالي ببشار أو غيرها من المناطق الوطنية التي تأثرت بجنسيات مختلفة من زحف الجنوب نحو ضفتنا التي يرون فيها طوق نجاة وأمل. ولكن الذي لا تعلمه الأستاذة حدة لكونها بعيدة عن الزحف الإفريقي في منطقتها فإننا نحن بالجنوب نعاني المر ونخاف من فوات الأوان في فوضى الهجرة بهذا الشكل نحو مدننا وقرانا ومداشرنا، والتي هي أصلا في الوقت نفسه بعيدة مدنيا عن مثيلاتها في الشمال، لأن الأفارقة سيدتي بغض النظر عن معاناتهم ومآسيهم وحروبهم وجهلهم وتخلف بلدانهم لم يجلبوا معهم سوى تهديد صامت لا جعجعة له، يهدد النسيج الاجتماعي والأخلاقي والسلوكي لمجتمعنا الجنوبي من الوطن، إذ وهذا الذي لم تذكريه بمقالك الجميل. لم يجلبوا معهم سوى انتشار ازدهار العملة المزورة بشكل يهدد الاقتصاد الوطني ولم يجلبوا معهم سوى السيطرة على محلات الرئيس البائسة وبعض المساحات الرياضية للإقامة وتحويلها إلى جمهوريات سرية لكل المساوئ التي لا يمكن سردها، كما صار الكثير منهم قطّاع طرق وشوارع، جهارا نهارا، إما بطلب الصدقات من خلال التربص بالضعاف والنساء وكبار السن بصورة حولت الجزائري إلى مصاب بالفوبيا من الأفارقة، خوفا من تعديهم عليه عنفا أو إيحاء أو اعتراضا من خلال الإلحاح المخيف، وهو ما شوه شوارعنا لدرجة التقزز، إضافة إلى بلوغ درجة تنفيذ هجمات السرقة والسطو والقتل لمواطنينا، وتشهد على ذلك كل من ورڤلة وبشار. والأكثر خطورة هو التحرش ببناتنا اللواتي لم ترحمهن السيطرة الذكورية لمجتمعاتنا الجنوبية حتى زادهم تحرش الأفارقة بؤسا، ولك مثال في محاولة اغتصاب طفلة ببشار والتي أشعلت فتيل المطالبة بترحيلهم نحو بلدانهم وغير ذلك. فنحن سيدتي الفاضلة لسنا عنصريين كما وصفنا قلمك ولكننا نحاول قدر المستطاع الحفاظ على ما تبقى من نسيجنا الاجتماعي ويكفينا فقرنا وقلة التنمية في جنوبنا البائس حتى ننافق ونحتضن هؤلاء الزاحفين كخطر علينا، وكان على الدولة إن حاولت استضافتهم أن تقوم بدراسة واستشراف بوضع إقامة بعيدة عن مدننا خاصة بهم، وبرقمنة جميع المقيمين فيها وتنظيمهم وفق أفواج ومقاطعات إضافة إلى غربلة وقائية لهم بحيث لا يمكننا استقبال محترفي السرقة والتزوير والمتحرشين وممتهني السحر والشعوذة، حفاظا على وحدتنا الوطنية وأمن مجتمعات مدننا وقرانا. وعلى كل جنس أن يبقى بدولته. وكل سنة وأستاذتنا حدة بخير.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)