الجزائر

''لست مشروع حرب'' رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، ضيف ''الخبر''



''لست مشروع حرب'' رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، ضيف ''الخبر''
قال إن النقاش محتدم بين أطراف النظام حول مرشح 2014
''لا حديث عن الرئاسيات قبل معرفة الوضع الصحي لبوتفليقة''
يذكر عبد الرزاق مقري، الرئيس الجديد لحركة مجتمع السلم، أن الحزب تحت إشرافه سيكون في موقع المعارضة بشكل واضح وصريح. وقال لدى استضافته في ركن ''فطور الصباح'' إنه يعتزم الضغط على النظام حتى يتجه إلى التغيير السلمي الحقيقي، ويحرص على التأكيد بأنه ''ليس مشروع حرب ضد أي طرف''. ويرفض مقري فكرة الثورة على طريقة الربيع العربي. وتعهد بأن يعمل على تحقيق الوحدة مع أبناء مدرسة الشيخ نحناح. وتناول صحفيو ''الخبر'' مع رئيس حمس قضايا كثيرة، منها انتخابات الرئاسة والمشهد السياسي المشدود إلى تطورات صحة الرئيس، ورأيه في سنوات تسيير سلطاني لحمس.

طالب عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم الجديد، النظام ب''إعطائنا الوضع الحقيقي لصحة الرئيس، بالكشف عن التقارير الطبية المتعلقة بها''. واعتبر التعامل بشفافية في هذه القضية ''من مصلحة الرئيس نفسه والبلاد أيضا.. المهم أننا لا يمكن أن نستمر في هذه الوضعية''.
وقال مقري، لدى نزوله ضيفا على ركن ''فطور الصباح'' بمقر ''الخبر''، إن الحركة ''تتناول موضوع صحة الرئيس من زاوية إنسانية وأخلاقية فتتمنى له الشفاء، وزاوية سياسية تتمثل في ضرورة قول الحقيقة حتى يعرف الجزائريون ما هو موجود''. وتكمن أهمية هذا الموضوع، حسب مقري، في كون الانتخابات الرئاسية هي أهم استحقاق في البلاد.
وحول ما يتوقعه من سيناريوهات مرتبطة بالرئاسة، في حال ترشح الرئيس الحالي أم منعته حالته الصحية عن الترشح، قال مقري: ''لا يمكن رسم توقعات مادام ملف الرئيس الصحي غير معروف، فهو الأساس الذي يبنى عليه الإخراج الذي سيؤول إليه الاستحقاق الرئاسي''. وعما إذا كان سيترشح لموعد 2014، قال ضيف ''الخبر'': ''مؤسسات الحزب هي من يتخذ القرار بشأن المشاركة في الرئاسيات، والذين يمكنهم الترشح للرئاسة كثر في حركتنا، ولا يوجد بيننا تنافس أو تسابق على هذا الأمر''. وقبل أن تتخذ الحركة قرارا بشأن المشاركة في الرئاسيات من عدمها، ستقرأ الوضع السياسي، حسب مقري الذي يقول: ''تعديل الدستور سيكون حاسما في قضية مشاركتنا، فلو تم بعد الانتخابات سندرس دخولنا المعترك. وقبل التفكير في الشخص الذي سنقدمه للاستحقاق، ينصرف تفكيرنا إلى من هو الأقدر على خدمة الوطن والأكثر استعدادا للتمكين للديمقراطية والتداول على المسؤولية. وبهذا المعنى نحن نثبت بأننا حركة مؤسسات''.
وكما كان الحال في الاستحقاقات الرئاسية الماضية، يقول مقري إنه لا يتصور ألا يكون للنظام مرشحه مجددا ''طالما لا توجد إرادة سياسية لفتح العمل السياسي، وواهم من يعتقد أن النظام لا يملك مرشحا، وتصوري أن النقاش حول هذا المرشح محتدم حاليا بين الفاعلين في النظام''. وأضاف: ''عندما يقترب موعد الرئاسيات تبدأ أطراف النظام في تبادل بالونات الاختبار، وكل طرف يحاول التأثير على الآخر، ويستعمل في ذلك أدوات خارج النقاش. لكن بالنسبة للموعد المقبل، هناك عامل جديد دخل في الحساب، يتعلق بكبر حجم المصالح المالية لأجنحة النظام بما يصعّب عليها التوصّل إلى تسوية، وتزداد هذه الصعوبة عندما نعلم أن أطرافا أخرى مرتبطة بالمال والأعمال تتدخل بين أطراف النظام في اختيار مرشح الرئاسيات''.
ويرى مقري أن المشهد السياسي ''غامض جدا حاليا والأفق مسدود، وهو وضع غير طبيعي. فهل يعقل أن نكون على مقربة من انتخابات هامة كالرئاسيات، والرؤية لا زالت غير واضحة بخصوص أهم المرشحين؟! هل من الطبيعي أن ينعدم النقاش حول قضية في أهمية الرئاسيات؟!''.
قال إنه لا يخيف إلا ''العاجز والفاسد''
''الثورة في الجزائر ستدفع بالبلاد إلى التقسيم''
أفاد رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، بأن المؤتمر كان ديمقراطيا والصندوق كان شفافا، والصحافة كانت حاضرة وشاهدة، وفسر النتيجة بأنها ''تكريس لقرار مجلس الشورى، والتحول الذي حصل في المجلس قبل 10 أشهر من المؤتمر، حينما قرر المجلس الخروج من الحكومة، حينها كانت القواعد قد حسمت خيارها''.
وأضاف ''أعتقد أنه حان وقت الفرز، من ينجح في الانتخابات يجب أن يحكم، ومن يخسر أو يزور ضده عليه أن يكون في المعارضة، لا يوجد بلد في العالم يفوز بالانتخابات ولا يحكم''، ورفض مقري وصفه بالراديكالي، وقال ''لدي مقاربة تقول إنه يجب الخروج من الوضع الشاذ في الجزائر، لا يمكن لحزب أن يكون في الحكومة وينتقد السلطة، ولا يمكن أن يكون الحزب في المعارضة ويدعم السلطة''، معتبرا أن هذا الوضع ''أوصلنا إلى مرحلة الميوعة السياسية والتحلل من المسؤولية''.
وأفاد الرئيس الجديد للحركة: ''نحن مشروع حزب سياسي معارض، كنا موجودين في الحكومة في وقت استثنائي، لم تكن موجودة فيه أحزاب أخرى، لأن السلم كان أولوية بالنسبة لنا، لكن الوضع تغير، نحن في زمن الحريات، وهناك فساد كبير لا يمكن السكوت عنه''.
واعتبر مقري أن ''اختيار الوجوه في المؤتمر كان اختيارا موفقا، وهناك توازنات في الطاقم المدير للحركة، وكل أنماط التفكير موجودة داخل القيادة، وسنختار بعد شهر المكتب التنفيذي ونعرضه على مجلس الشورى، كما سنرشح 10 كفاءات لعضوية المجلس، وستكون لدينا ثلاثة أشهر لإعداد الخطة الخماسية''، مشيرا إلى أنه ''إذا كان وجود الوزير السابق الهاشمي جعبوب كنائب لي يطمئن جهة ما فذلك أمر جيد''، وأضاف ''أنا مطالب بتطمين كل الناس، وأنا مشروع سلم ولست مشروع حرب وثورة، الذي يخاف مني هو الذي لا يحب الوحدة الوطنية، ويخاف مني العاجز والفاسد''.
وقال مقري في سياق تطميناته ''لا أحد يريد أن تحدث ثورة في الجزائر، لأن الثورة تدفع البلاد إلى خطر التقسيم، نحن نعرف قيمة السلم، ولا ينفع البلاد التغيير بالعنف، لكننا سنعمل على أن يتشكل رأي عام قوي، وأحزاب ومجتمع مدني وصحافة قوية لإجبار النظام على التغيير الهادئ، والتخلي عن التخوين والتخويف''، وقال ''هناك مشروع تآمري على الجزائر، وعلى كل البلدان التي فيها ثروات، والغرب لن يقبل أن تبقى الجزائر موحدة، لكن النظام هو الذي يهدد الوحدة الوطنية برفضه التغيير الهادئ ''.
نفى أن يكون مهندس خروج ''حمس'' من الحكومة
''لا علاقة لي بملف الوزير بن بادة''
رفض الرئيس الجديد لحركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أن ينسب لنفسه قرار خروج ''حمس'' من الحكومة، وقال إنه ''كان قرار مؤسسات الحركة''. وأشار خليفة أبو جرة سلطاني على رأس ''حمس'' إلى أن الأوضاع العربية والإقليمية ساعدت مؤسسات الحركة على اتخاذ قرار الانسحاب من الحكومة، وهو القرار الذي نسب إلى شخص مقري باعتبار تخندقه أكثر ضمن تيار المعارضة داخل الحركة، كما أكد أنه كان من المدافعين عن فكرة الانسحاب من التحالف الرئاسي، طالما أن الأطراف المتحالفة ''فشلت فشلا رهيبا في إنزال التحالف إلى القواعد وترقيته إلى شراكة حقيقية''.
وأكد مقري أن رئيس الحركة السابق، أبو جرة سلطاني، بذل مجهودا كبيرا في المسألة، وقد تشكل رأي عام بضرورة الانسحاب فتم ذلك ''ولا أزعم أنني من دفع الحركة إلى الانسحاب''. واعتبر مقري أن ملفين اثنين تحققا قبل توليه رئاسة الحركة وهو مرتاح لذلك، وهما ''الوحدة والخروج من الحكومة''، وقال ''أنا من دعاة الوحدة، لأن التمزق مخالف للأخلاق والشرع، وسياسيا: أؤمن بأن تشرذم الطبقة السياسية يخدم الفساد ويهشش الديمقراطية التي تتطلب أحزابا قوية، وعندما أسمع أن ثمة خلافا داخل الأفالان أو الأرندي أحزن رغم خلافاتنا معهما، لأنني أعلم أن الأمر لا يخدم الديمقراطية في الجزائر''. وأكد ضيف ''الخبر'' أن ''هناك وثيقة لمّ شمل تم توقيعها، أنا ملزم باحترامها وسننطلق منها لتحديد الرؤية الشاملة للموضوع''، وتابع'' كانت هناك اجتماعات أسبوعية مع الإخوة''، في إشارة إلى اللقاءات التي تمت مع جماعة عبد المجيد مناصرة، عن جبهة التغيير. وبشأن احتمال انضمام جماعة من ''تاج'' لعمر غول الذي امتنع عن حضور فعاليات المؤتمر الخامس للحركة، قال مقري إن هناك مساعي للعودة ''كأشخاص'' للحركة وليس كحزب.
وبشأن قضية وزير التجارة، مصطفى بن بادة، الذي حضر المؤتمر كمندوب، رغم الخلاف الذي بينه وبين مؤسسات الحركة، على خلفية رفضه الانسحاب من الحكومة، كما قررته مؤسسات ''حمس''، قال عبد الرزاق مقري، إن ''ملف المعني سيحال على لجنة الانضباط الجديدة لتدرسه، وليس لدي أي مشكل شخصي مع بن بادة ولا علاقة لي بالملف''.
وأفاد مقري بأنه سيعمل على تطوير تكتل الجزائر الخضراء ''سنثبته ونطوره''، وقال إنه ''ممكن جدا توسيعه ليشمل أحزابا أخرى بما فيها حزب العدالة والتنمية لجاب الله''، وبشأن إمكانية انضمام حزب ''تاج'' للتكتل، قال رئيس الحركة: ''ليس لدينا إشكال ونمد أيدينا لكل الطبقة السياسية''.
قال ضيف ''الخبر''
الثورة خطر على البلاد
لا نريد الثورة لأنها خطر على البلاد، بل نريد التغيير السلمي بالضغط الشديد على النظام حتى يتجه إلى التغيير. ونرغب في رؤية قناعة تتشكل لدى النخب والمجتمع المدني لدفع النظام إلى التغيير السلمي.
هناك مشروع تآمر حقيقي
هناك مشروع تآمر حقيقي على البلاد، ولكن مادام يوجد ريع نفطي فلا خطر عليها، إذ بأموال النفط يمكن للسلطة شراء السلم، لكن الخوف من تراجع مداخيل النفط، لأن النظام سيصبح حينها عاجزا عن مواجهة المطالب وستكون الوحدة الوطنية مهددة.
المعارض يدافع عن السلطة والمسؤول الحكومي ينتقدها
نريد التأسيس لثقافة المسؤولية في بلادنا. فالذي في السلطة ينبغي أن يؤدي دوره على هذا الأساس ويتحمل تبعات التسيير. والذي في المعارضة يقوم بدوره ويتحمل المسؤولية. وبذلك نصل إلى الوضع الطبيعي الذي يؤدي فيه كل واحد الدور المطلوب منه، عكس الوضع الحالي الذي نرى فيه المعارض يدافع عن السلطة، والمسؤول الحكومي ينتقد آداء السلطة.
أبو جرة وقع عليه ظلم كبير
أبو جر سلطاني سيّر الحركة في ظروف صعبة بعد رحيل مؤسسها، وقد وقفنا بجنبه بصدق ووفاء، وأتحمل معه جزءا من مسؤولية التسيير. لقد وقع على الشيخ أبو جرة ظلم كبير داخل الحركة ووجهت له ضربات مؤلمة وواجهها بصبر ورباطة جأش، وقد كان له فضل كبير في أجواء الهدوء التي جرى فيها المؤتمر.
لا إشراف للإخوان
لا يوجد مفهوم الإشراف في علاقتنا بتنظيم الإخوان المسلمين، فهي مدرسة وينظر إلينا قادتها على أننا تجربة جديرة بالتقدير. ومن يعتقد أنها تعطي التعليمات للأقطاب في البلدان فهو مخطئ، لأن الأمر مبني على التعاون.
الدولة تمشي برأسين في مرحلة بوتفليقة
النظام مركب من وجه سياسي ووجه عسكري كرسه الرئيس الراحل هواري بومدين منذ تحالفه مع بن بلة، وفي مرحلة بوتفليقة باتت الدولة تمشي برأسين، لا الرئيس يستطيع أن يتجاوز المؤسسة العسكرية، ولا المؤسسة العسكرية تستطيع تجاوز مؤسسة الرئاسة، لدينا 2 من 3 موظفين يأخذون رواتبهم من عائدات النفط، وإذا هبطت أسعار النفط، يمكن لنا أن نتصور المشهد المفزع الذي ستكون عليه الجزائر.
ليس هناك تراجع عن خط نحناح
أنا من المؤسسين 18 للحزب وعضو في مجلس الشورى منذ ,1989 وساهمت في تيار المشاركة وأسست له، ليس هناك أي تراجع عن خط الشيخ محفوظ نحناح، والشيخ قبل وفاته بدأ يكتب كتاب ''الدولة وأنماط معارضة''، وبدأ يؤسس لتوجه المعارضة، ولو عاش في الظروف الحالية لكان له هذا القرار. لا أحد يزايد علينا أو يخوّف بنا أو منا، تنازلنا عن المعارضة لأن البلاد كانت في أزمة، وساهمنا في إنقاذ الجزائر من المحنة، لكن النظام لم يقدّر لنا جهدنا في ذلك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)