كلما كان المجتمع واسعا كلما كانت العادات والتقاليد أكثر عمقا وتمسكا، وبما أننا في شهر رمضان الكريم فان العائلات الجزائرية تحافظ دائما على ما تركه الأجداد واتبعوه في الدين على وجه الخصوص.لطيفة مروانهذه المناسبة تعيشها العائلة مرة واحدة مع كل طفل ولا تتكرر، وأغلبهم يفضلون العشر الأواخر من شهر رمضان لما فيه من بركة خاصة في ليلة القدر، ورغم أن الختان في رمضان أو سائر الأيام هو نفس الشيء ولا علاقة له بالدين إلا أن العملية في هذا الشهر الفضيل لها نكهتها الخاصة، وما هي إلا عادة اعتادت العائلات على تطبيقها في هذا الشهر لجمع العائلة وتوزيع الوليمة والاحتفال بالمناسبة السعيدة.عملية الاختتان التي تدخل كل بيت يحتوي أفراده على ذكر، والختان هي عملية ضرورية للذكور فهي نظافة كما تمنع الإصابة بالأمراض مثل عدوى الجهاز البولي.لا يوجد وقت محدد لبدأ عملية الختان، لكن كلما كان ذلك مبكراً كلما كان أفضل بكثير .. وليس من الأفضل أيضاً إجرائها عند الولادة بل الانتظار عدة أيام ولا تؤجل هذه الأيام إلى عدة شهور أو عندما يكبر الطفل ويعي لأنه يتعرض إلى الإيذاء النفسي.مهما كانت الأضرار والآلام قائمة إلا أن الفرحة تعم كل بيت تتم فيه عملية الطهارة كما يسمونها في المجتمع الجزائري، حيث تبدأ الأم في تحضير وشراء الملابس الخاصة بالاختتان لطفلها وهي عبارة عن الطربوش، حذاء البابوش، القندورة، سروال المدور، القميص الأبيض والقطعة العلوية المصنوعة من قماش القطيفة والمطروز بالفتلة الذهبيةومن العادات السائدة في مجتمعنا هي وضع الحناء للطفل كما توضع الشموع وتدوي الزغاريد في البيت وتردد النسوة مدائح دينية تبرز فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم، كما تتميز السهرة بحضور كؤوس الشاي للاستمتاع بالعرس الديني، في الوقت الذي يتألم فيه الطفل بجرحه، لكن الشيء الذي ينسيه في جرحه هو المبلغ المالي الذي يجمعه الطفل من عائلته وجيرانه، فتنقلب الآلام إلى فرحة كبيرة.في الأيام العادية تختلف الاحتفالات بالختان بعض الشيء عن الاحتفال به في رمضان حيث تقوم بعض العائلات بذبح خروف وتنظيم وليمة ودعوة العائلة الكبيرة، الأصدقاء والجيران لمشاركتهم الفرحة والعرس التقليدي، ويرتدي الطفل ملابسه التقليدية حتى يطيب من جرحه ويتجاوز أحيانا الأسبوع، فكلما تقدم في السن كلما طالت مدة شفاءه.وفي هذا الاطار ولأن العديد من العائلات الجزائرية تتخذ من شهر رمضان مناسبة لختان أطفالها، وخصوصاً بعد منتصف الشهر، فإن جمعيات عدة سعت لئلا يُحرم البعض من هذه "الفرحة". وأشرفت جمعيات عدة، على غرار جمعية "حماية حقوق الطفل" التي يرأسها الطبيب معز الغفور، و"الطفل المواطن"، و"وجمعية الأمل "، على ختان حوالى 40 طفلاً بمستشفى بني مسوس الجامعي.بينما عملت جمعيات أخرى على تأمين الملابس التقليدية التي يرتديها الأطفال في حفلات الختان هذه. سعيا منهم إلى خلق جوّ من الفرح في نفوس بعض العائلات الفقيرة. للعلم فإن حملة ختان الأطفال ستتواصل يومياً حتى ليلة السابع والعشرين من الشهر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/07/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الحياة العربية
المصدر : www.elhayatalarabiya.com