البيض - يعد قصر أربوات الاثري الواقع 110 كلم جنوب ولاية البيض من بين أهم القصور والمعالم الاثرية التي تزخر بها الولاية ولا يزال لحد اليوم شامخا و شاهدا على مرحلة مميزة من تاريخ المنطقة ومصدر إلهام لسكان بلدية ابروات التابعة لدائرة الابيض سيدي الشيخ.
ويعود هذا القصر إلى حوالي خمسة قرون خلت ( القرن السابع عشر الميلادي ) وجمع مشيدوه "بين كل ما هو ديني واجتماعي واقتصادي" رئيس مصلحة التراث بمديرية الثقافة للولاية عماري عبد الكريم.
وقد تعرض القصر طوال هذه المرحلة للتدهور والانهيار بسبب العوامل الطبيعية مما يتطلب المزيد من العناية والترميم ليبقى شاهدا على هذه المرحلة التاريخية لسكان هذه المنطقة من الجزائر كما اشير.
ويرجع أصل تسمية بلدية أربوات التي يقع بها القصر إلى كلمة (الربوة) وهي المكان المرتفع ي حيث يقع القصر على مكان مرتفع وهو ربوة وادي سيدي معمري كما أن بعض المصادر تشير إلى أن أصل التسمية أطقها الفاتح û معمر سيدي بالعاليا- الذي أتى من تونس وجلب الى المنطقة المذهب السني وسماها ربوة البلاد.
الطين وجذور النخل المواد الاساسية في بناء القصر....
تعتبر مادة الطين من المواد الأساسية في بناء جدران القصر فيما سقف بجذوع النخل لأن الطين مقاوم لحرارة الصيف وبرودة الشتاء وينسجم هذا الصرح المعماري مع الطبيعة الصحراوية للمنطقة ويسمح لقاطنيه بالاستقرار حسب ذات المتحدث.
ويقسم القصر إلى أربعة أحياء يضم كل حي أزقة تربط البيوت بعضها ببعض وتؤدي هذه الأزقة إلى الساحة الرئيسية وسط القصر التي تسمى û الرحبة- التي تعد مكان لتجمع السكان كل مساء بعد الفراغ من أشغالهم اليومية.
ويشكل المسجد العتيق بالقصر احد رموز الهوية لسكانه ففيه تقام الصلوات الخمس وصلاة الجمعة بالإضافة إلى إقامة دروس الوعظ والإرشاد وكذا وتعليم الأطفال القران الكريم مبادئ اللغة العربيةي كما أن المسجد كان مكانا يجتمع فيه سكان القصر لمعالجة كل القضايا التي تهم السكان وكذا لتسوية الخلافات التي كانت تنشأ بينهم وفق ذات المصدر.
وأشار عماري عبد الكريم الى أن الزاوية التي تقع بالقصر والمعروفة بزاوية سيدي معمر بالعالية كان لها دور مهم بالمنطقة على غرار إطعام وسياقة عابري السبيل.
أما بالنسبة للنشاط الإقتصادي لسكان القصر فقد كان مقتصرا على مجموعة من الدكاكين تلبي ضروريات السكان من أغذية وأقمشة اضافة حياكة الأغطية الصوفية كالزرابي و الأقمشة .
مساعي للحفاظ على القصر من الاندثار والزوال ....
باشرت مديرية الثقافة للبيض مساعي من أجل الحفاظ على هذا المعلم الهام من الاندثار حيث استفاد من عملية ترميم في وقت سابق لتهيئة بعض أجزائه وفق ذات المسئول الذي اشار إلى أن القصر يتعرض للتدهور والانهيار بسبب العوامل الطبيعية على غرار تساقط الأمطار والعوامل البشرية.
من جانبها ذكرت مديرة الثقافة بالنيابة لخضاري كريمة لواج ان قصور البيض بما فيها قصر اربوات تمثل جانبا من الهوية لدى سكان الولاية مبرزة "الحاجة الملحّة" للتعريف بهذا الكنز الذي تزخر به الولاية والمحافظة عليه.
وأشارت في هذا الصدد الى انه يجري التحضير ليوم دراسي وطني شهر ديسمبر القادم للتعريف بمختلف القصور التي تحوز عليها الولاية.
وأبرزت ان الهدف من هذا اليوم الدراسي هو تسليط الضوء على هذا الموروث والتعريف به و الخروج بتوصيات من شأنها تغيير واقع هذا الموروث إلى الأفضل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/09/2019
مضاف من طرف : patrimoinealgerie
المصدر : APS