الجزائر

"لا يوجد أي خصومة بين الأحزاب الإسلامية والوطنية"




أكد الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم ”حمس” أبو جرة سلطاني، أنه لا يوجد بين الأحزاب الإسلامية والوطنية في الجزائر أي خصومة، بل مجرد خلل في خطاب التيارين تسبب في إقامة جدار عازل بينهما.وقال أبو جرة سلطاني في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي ”فيسبوك”، ”إنه في مسار التجربة السياسية القصيرة للتعاطي مع التعدّديّة في الجزائر، حدث خلل مفجع في خطاب بعض الأحزاب المتحدثة باسم الإسلام، قابله خلل مماثل في خطاب الأحزاب المتحدّثة باسم الوطنيّة، بالتوازي مع ردود أفعال متشنّجة في مفردات الخطاب العلماني، تسبب في إقامة جدار عازل بين مكوّنات الطبقة السياسية”. وأضاف أنه قد أصبح لكل تيار خطاب، فصار الوطنيون هم فقط من حرّروا الجزائر من نير المستعمر، والإسلاميون هم فقط من رفعوا شعار ”الإسلام هو الحل”، والعلمانيون هم وحدهم حراس المعبد وسدنة الديمقراطية، وأشار إلى أنه مع مرور الزمن سرى في قاموس الخطاب السياسي شيء من ثقافة نظام الميز العنصري القائمة على عقدة الأنانية والنرجسية وتضخّم ”الأنا الحزبي” وطغيان خطاب ”أنا خير منه”.واعتبر أبو جرة سلطاني الأمر من الخُدع الكبرى التي وقع فيها التيار الإسلامي، عندما توهّم بعض قادته والمنظّرين لسياساته أن بأيديهم مفاتيح الجنة، فلما نافسوا خصومهم السياسيين طرحوا خطابا إيديولوجيا كان واجب وقت، قابله التيار الوطني باحتكار امتلاك مفاتيح الوطن، وهلل العلمانيون لخطاب العولمة، فوقعوا جميعا في مقت الاحتكار والاحتقار المتبادل، وقال ”الإسلاميون احتكروا التحدّث باسم الإسلام، فنقلوا البشرية إلى الآخرة، والوطنيون احتكروا الوطنية، فقسّموا أبناء الوطن الواحد إلى مواطنين ورعايا، والعلمانيّون احتكروا الديمقراطية، فوزّعوا المناصب وأصوات الكتلة الناخبة على الأحزاب المتنافسة بمنطق المحاصصة، ومن رفع صوته بالنّكير فقد حقّه في حصّته” .وعاد المتحدث إلى ما قاله الشيخ نحناح بخصوص السلوك المحتكر للإسلام والوطنية والديمقراطية، حيث قال ”إنه ومن المخاطر الكبرى التي تتهدّد التجربة الديمقراطية في بلادنا على الخصوص، محاولات الاحتكار التي تقوم بها بعض الأطراف والجهات، فالذين احتكروا الحديث باسم الإسلام ضيّقوا متسعا وحبسوا أنفسهم في منطق ”الإكليروس” الذي جاء الإسلام نفسه حربًا عليه وعلى المتحدثين باسم الربّ من الذين باعوا للناس ”صكوك الغفران” معتقدين أن مفاتيح الجنة بأيديهم، والذين احتكروا الحديث باسم الوطنية والتاريخ صادروا قطاعات واسعة من حقهم الطبيعي في خدمة وطنهم، معتقدين أنهم وحدهم ”الوطنيون” وهم وحدهم الذين حرّروا الجزائر.ويرى الرئيس السابق ل”حمس” أنه بعيدا عن منطق الاحتكار وعقلية الهيمنة يمكننا تأسيس نوع من الاتفاق أو التعاقد لتجاوز ثقافة الاستبداد الموروث والتسلّط المفروض إلى الحريّة والعدالة، وصولا إلى صياغة رؤية سياسية وطنية تعزّز المسار الديمقراطي الناشئ في بلادنا الذي أتيحت له فرصة الظهور والانتشار، لكن الاحتكار السياسي جنى عليه إبان النشوء.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)