ليس جديدا على الجزائري أن يضع وردة على قبر عزيز عليه أو أن يغرس غصن شجرة ياسمين أعلى القبر، لكن الجديد في الأمر استغلال بعض الشباب لمشاعر زوار المقبرة للإسترزاق باتخاذهم من باب المقبرة حاجزا للإمساك بالداخل إليها.. وحمله على شراء باقة أواثنتين من الورد في جولة استطلاعية قادت “الفجر” إلى مقبرة سيدي محمد بالعاصمة، لاحظنا جمعا من الأطفال والشباب عند مدخل المقبرة، ومع اقترابنا من أحد الباعة الذي كان يحمل باقات من الزهور في يديه سألناه عن إقبال الناس، فقال إن الكل يشتري الزهور خاصة وأن الأسعار مناسبة “فمثلا سعر الباقة الواحدة من زهور “ميموزا” هو20 دينارا، مما يشجع كل من يزور المقبرة على اقتناء باقة يضعها على قبر الميت الذي جاء لزيارته”. وأضاف أنه يعمل في ذلك المكان منذ مدة ويعرف الأوقات التي يقبل فيها الناس على اقتناء الزهور، حيث تزداد مبيعات الورد في نهاية الأسبوع، أين يكثر زوار المقبرة، ويتضاعف توافد الناس في المناسبات الدينية على غرار عيد الأضحى وعيد الفطر. والشيء الذي لاحظناه عند دخولنا المقبرة أنه لا تكاد تخلو يد الزائرين من باقات “ميموزا” الصفراء، كما لا تخلو أغلب القبور من باقات الزهور التي تباع عند الباب، إضافة إلى أن بعض القبور غرست فيها شجيرات الياسمين أونبات “خداوج“. وتقول إحدى السيدات إنها تزور قبر والدها منذ سنوات، وفي كل مرة تأتي فيها تضع غصن شجرة أو زهرة على قبره، مضيفة أنها كانت تجلبها من حديقة منزلها، والآن صارت تشتريها من الأطفال أوالشباب عند مدخل المقبرة وتضعها على القبر. أما كمال فلا تعجبه فكرة شراء الورد من أمام باب المقبرة إنما يفضل غرس إحدى النباتات عند القبر، حيث أنه قام بغرس غصن من شجرة الياسمين عند قبر والدته وفي كل مرة يزور فيها القبر يقوم بتقليم الشجيرة والإعتناء بها وسقيها، كما يقوم بتنحية الأعشاب الضارة من حول القبر لأنه يفضل أن تبقى الزهور متفتحة فوق القبر طيلة أيام السنة، على أن يقتصر وضع الورد على القبر في أيام الزيارة فقط. وضع الورود على قبر الميت عادة دخيلة.. والدعاء أولى في هذا الباب، قال الأستاذ ليشاني عبد الكريم، مختص في الأمور الدينية وقضايا الإسلام، إن وضع الورد على القبور في المناسبات والأعياد من العادات الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي بفعل احتكاكنا بالمسيحيين والنصارى الذين يدخلون المقابر لزيارة موتاهم مختلف أيام الأسبوع وحتى أيام الجمعة. وعن حكم هذا السلوك في الدين، قال محدثنا “لا أقول أن وضع الورد على القبر فيه مضرة أوأنه حرام، ولكن من الأوجب والأحسن قراءة الفاتحة على الميت، حيث أن قراءة الفاتحة أو سور من القرآن الكريم تحل محل باقة الورد، وهي أنفع للميت”. وفي الوقت نفسه لا يرى محدثنا حرجا في شراء وردة يضعها الزوج على قبر زوجته أوالإبن على قبر أبيه. كريمة هادف
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/03/2010
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com