الجزائر

لا يا لالا لويزة؟!



لا يا لالا لويزة؟!
تعجبني نكتة الحمار الذي حكوا له نكتة مضحكة ووجدوه في يوم الغد يتمرغ من الضحك، لأنها كثيرا ما تنطبق على واقعنا السياسي، وعلى معارضي آخر ساعة. ومعذرة للحمار. فمنذ سنوات نقلت الصحافة الوطنية قصة حمار انتحر في منطقة بومرداس بعدما أرهقه صاحبه في سرقة الرمال من الشاطئ. لا أدري هل انتحر احتجاجا على السرقة، أم لأنه أجبر على حمل ما لا تتحمل طاقته، وأعطى بذلك درسا لبني البشر؟!أعود إلى واقعنا السياسي المزري، وإلى خرجات خالتي لويزة، التي أعرفها ولا تعرفني، الأخيرة، وانتقاداتها اللاذعة للرئيس وشقيق الرئيس، ومناول الرئيس، وكل من يدور في فلكهم. فبعد أن صرحت منذ أيام بأن الرئيس لم يلتزم بوعوده، ها هي اليوم تحمّل شقيق الرئيس المسؤولية السياسية والأخلاقية لما يجري هذه الأيام في الساحة السياسية، وعليه كشقيق ومستشار وقريب من الرئيس أن يتحرك، فهو يعرف باسم من يتصرف هؤلاء، وتعني بهؤلاء “علي حداد ورجال أعمال آخرين”، واتهمت وزراء بأنهم يعقدون صفقات بالتراضي. وأكدت أنها تمسك وثائق كدليل على هذه الخروقات… لن أذهب بعيدا في كلام لويزة، فهي لا تتكلم من العدم.لكن لماذا هذه الاستفاقة الآن من هذه السيدة التي حملت السنة الماضية العصا للمناهضين والرافضين للعهدة الرابعة، وشتمتهم ومرّغتهم في الوحل، لأنها وقتها كانت تقوم بدور أرنبة سباق، بمقابل وبوعود أن تحتل المرتبة الثانية بعد رئيس الجمهورية في التزوير؟ أليست هي نفسها لويزة التي كانت تعلق أمام الصحافة الحاضرة في مركز التصويت البشير الإبراهيمي وهو نفس المركز الذي كان يصوت به رئيس الجمهورية وأشقاؤه، كانت تعلق مبتسمة “والله راهو لاباس”؟ وهي تشاهده على ما هو عليه، فماذا تغير سيدتي بين مارس 2014 ومارس هذه السنة؟ما تقوله اليوم لويزة عين الصواب، لكنه جاء متأخرا بأزيد من سنة، فالوضع الذي تنتقده قائم منذ بداية مرض الرئيس، بل حتى قبله، وهي لما تحمل شقيق الرئيس المسؤولية، هي فقط تستحي من القول إنه هو الرئيس الفعلي حتى لا يقال لها إنها شريك في الجريمة، جريمة الاستهانة بما آلت إليه البلاد في السنوات الأخيرة، فهي جزء من مسرحية كبيرة.لا أقول للويزة ما قاله لها عمار سعداني، وإنما أبارك لها الاستفاقة المتأخرة، وإن كنت أشك أن طرفا ما سلمها خارطة طريق، لتمهد الطريق لشيء ما أو بالأحرى لمغامرة ما؟!فلويزة لا تمتطي صهوة جوادها وترفع صوتها عاليا بالصراخ من العدم؟منذ سنة استقبلها قائد الأركان، وقلنا وقتها متفائلين إنها رقم مهم في المعادلة السياسية، وفرحنا، بل وصفقنا لهذا الموقف الذي شك الكثيرون في صدق نواياه، واعتقدنا أنها قامت بذلك من وازع الخوف على مستقبل البلاد واستقرارها، لكن سرعان ما خيّبت آمالنا، لما راحت تشتم من تظاهروا ضد ترشح الرئيس بسبب مرضه لعهدة رابعة، وقادت حربا بكل أنواع الشتائم والسباب.هذه السنة ليس هناك من يشد على يديك ويبارك ثورتك سيدتي، فقد فقدت كل مصداقية، فاصرخي وانتقدي كيفما شئت، فلم يعد لمواقفك أي وزن، وليس لأنك انتقدت شقيق الرئيس ستسترجعين عذريتك السياسية؟! فات الأوان؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)