الجزائر

لا نحن ولا “انتم” بخير..؟



بعد أن جنت براقش على مفرقعاتها، حين عرتها الألعاب النارية من أي وشاح إلا سحر رسمي انقلب على ساحره، فارداه دخانا، وبعد أن انتهت عروض الاحتفاء بنصف قرن من استغلال فاحش لاستقلال أفقده اللعب بالنار طُعمه وطعام “ذويه”، بعد كل ما سبق وما سرق من أفراح، فإن الأوان آن وقال لكم، لا نحن ولا “انتم” ولا “المفرقعات” بخير..
غير ذلك الشيء المسمى لعب أطفال السلطة بنيران صديقة غلفت ليلة كاملة من سواد واقع مأزوم يحاكي خمسون عاما من الدوران المفرغ في حلقات اللعب السياسي المفتوح على تشردنا العام ، غير ذلك، فلا شيء ولا احتفال كان سوى أن “ذراري” السلطة، أثبتوا للعالم بأننا كما العديد من الأنظمة المنهارة قوم قادرون على ترجمة “الكبت” والخوف والليل الطويل باستعمال أحدث تقنيات الصراخ الملون ،الذي تجلى في انفجارهم الطفولي لافتعال الفرح تحت درجة حرارة قاتلة، فما أروع الأطفال حين يناورون ويلعبون ويمرحون ..
في ذكرى احتفالهم ، حيث عجت طرقات الولايات الداخلية بمشاهد عامة عن “كرنفال”رسمي في “دشرة” مساحتها من الشرق إلى العرب ومن الشمال إلى الجنوب، تقدم شاب إلى منصة والي ولاية باتنة المنتشي بعروض “الفانتزيا” والفروسية، وبدلا من أن يصفق ويرقص ويغني، كما أرادت السلطة صب على جسده، وجسد الاستقلال، لترات بنزين، ليضرم النار بعدها في حياته، ولولا بركة الاستقلال وسرعة أداء حراس الوالي الذين أطفئوا الحريق ، لتفحم الضحية وتحول إلى “مفرقعة” بشرية ، تضاف إلى مشاهد النيران التي أحيتها السلطة ..فهل نحن وهل أنتم وهل الوطن و نصف قرن من استقلاله بخير..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)