العنف بكل أشكاله مرفوض، ليس فقط أيام الحملة الانتخابية، بل في كل مكان وزمان. وما حدث في بجاية أول أمس، ليس بجديد وليس وليد اللحظة، وإنما دليل على تراكم الأحقاد بين الشعب والسلطة لعشرات السنين.أليس من العنف أن يمنع شباب بجاية من حضور تجمع في الحقيقة كان موجها لإقناعهم بالعهدة الرابعة، وتملأ القاعة بشباب العاصمة العاطل عن العمل والذين ينقلهم سلال في موكب على الحافلات أينما حل؟ هكذا فسر أصدقاء من بجاية أسباب أحداث بجاية.وهو نفس ما مورس أمس، مع سكان تيزي وزو الذين ملئت بهم مراكز الشرطة لمنع تجمعات المناوئين للعهدة الرابعة، بينما نقل آلاف الشباب من العاصمة بمقابل سخي لحضور تجمع سلال في تيزي وزو. وهكذا تحرف الحقائق ويستمر الكذب على الشعب، وهكذا تتسع الأحقاد وينتشر العنف.لا للعنف ضد أعوان الشرطة، ولا للعنف ضد الصحافة، فالعنف ضد الصحفيين غير مبرر، حتى وإن كان هؤلاء متهمين باللامهنية والترويج لأكاذيب السلطة. لكن على الصحفيين أن يستخلصوا الدرس مما حدث أمس في بجاية، فلم تكن كل الصحافة المستهدفة فقط المحسوبة على النظام والمتهمة بتزوير الحقائق. على الصحفيين أن يستخلصوا العبرة، ويفهموا أنهم لا يعيشون في جزيرة معزولة وأنهم فوق العقاب، فعقاب الشعب إذا نزل سيكون أخطر من عقاب السلطة، وذاكرة الشعوب قوية ولا تنسى ولا نجاة من غضب الشعب إلا الالتزام بالمهنية، فهي وحدها الصدرية الواقية من رصاص الغضب.وعلى السلطة هي الأخرى، ودعاة المسخرة الرابعة، أن يستخلصوا درسا أقوى من أحداث بجاية، فهذا ما ستكون عليه الجزائر غداة الانتخابات لا قدر الله، إذا ما حاولت السلطة فرض الرجل المريض بالقوة، لأنه في هذه الحالة لن تحرق دار الثقافة فقط، وإنما كل البلاد. فقد قال الشعب كلمته واضحة وهو يستقبل حملة الرئيس ووزرائه المرفوضين شعبيا، بالرجم والشتم، في الجزائر وخارج الجزائر.ففي مدينة ليل الفرنسية مثلا اضطرت الشرطة للتدخل لإخراج عمار غول وعمارة بن يونس تحت الحراسة بعدما أجبرتهم الجالية على مغادرة القاعة ومنعتهم من الكذب والضحك على الذقون.سلال لم ينجح في عقد تجمعه بتيزي وزو، لأن هذه الأخيرة أفرغت شوارعها من سكانها مثلما أسلفت. ومن يدري، قد يكون غضب سكانها مؤجلا إلى حين، فلا يمكن اغتصاب إرادة الشعب هكذا من أجل صورة كاذبة.نصلي كلنا لتنجو البلاد من الغضب الهادر الذي يترصد بها، لكن لن تكون صلاتنا مجدية، ما لم يستخلص سلال ومن معه الدرس من موجة الرفض التي قوبلوا بها أينما حلوا، وينسحبوا بشرف ويجنبوا البلاد حماما من الدم، أراه آت لا محالة، إذا استمرت عملية ليّ الذراع والاستهانة برأي الشعب والادعاء بأن يد الخارج هي من حركت الشباب في بجاية وفي ليل الفرنسية، أو في تبسة، لأن اليد الخارجية هي في الحقيقة من حركت الرئيس وأوقفته على رجليه ليستقبل وزير الخارجية الأمريكية، وأمير دويلة قطر، وهو الذي قاطع الشعب ولم يعبأ حتى بتكليف نفسه عناء حضور تجمع شعبي واحد احتراما لناخبيه. نعم ذاكرة الشعوب قوية، ولا تنسى، ولن ننسى أن يد الخارج هي من هزت الكرسي المتحرك فوقف الرئيس على رجليه لتحية رجل أقل منه مرتبة؟!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/04/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حدة حزام
المصدر : www.al-fadjr.com