الجزائر

«لا علاقة لنا ب الحراقة ..نملك قوارب الحياة وليس الموت»



عبر الصيادون الحرفيون الذين يمارسون مهنتهم انطلاقا من واد سيبوس عن غضبهم وسخطهم الكبير من المضايقات التي يتعرضون لها بسبب القوارب الخشبية التي أصبحت تشكل لهم صداعا كبيرا بعد أن ضيقت خفر السواحل الخناق عليهم من أجل محاربة ظاهرة «الحرقة»، وكشف الصيادون ل «آخر ساعة» أن القوارب يستعملونها من أجل كسب قوت عيشهم لأن حرفة صيد الأسماك ورثوها عن أجدادهم وأكدوا أنهم يعتبرونها بمثابة قوارب الحياة وليس قوارب الموت كما يطلق عليها وذلك بسبب ظاهرة «الحرقة» التي انتشرت في الشريط الساحلي لولاية عنابة.اقتراح دهن قوارب الصيد بلون مميز معقول
كشف الصيادون ل «آخر ساعة» أنهم سبق وأن التقوا بممثل عن الثكنة البحرية الجهوية واقترحوا عليه دهن القوارب الخشبية باللونين الرمادي والأزرق لكي يتم التفريق بينهم وبين باقي القوارب لكي لا يتم توقيفهم من طرف قوات خفر السواحل في عرض البحر ويتم السماح لهم بالصيد بصفة عادية، واعتبروا هذا الخيار «معقولا« ومنطقيا لكنه لم يطبق.
منع القوارب الخشبية «جريمة» في حق الصيادين
أكد الصيادون ل «آخر ساعة» أن ترسيم منع القوارب البحرية سيكون بمثابة «جريمة حقيقية» في حق الصيادين حيث التقينا بالعديد منهم بالقرب من واد سيبوس وكلهم لا يملكون أي عمل سوى صيد بعض أنواع السمك وبعدها يعرضونها للبيع بمبالغ منخفضة للباعة الذين يعيدون بيعها، ويملكون قوارب خشبية يستعملونها في الصيد ويصطدمون بمشاكل بجملة في عرض البحر على غرار الصيد العشوائي، إضافة إلى حالتهم الاجتماعية الصعبة حيث لا يملكون تأمينا اجتماعيا وكلهم أرباب عائلات.
تعويض الخشب ب «البوليستر» يهدد الصيادين بالغرق
أما عن ضرورة تغيير قوارب الخشب ب قوارب صيد مصنوعة من مادة «البوليستر» فاعتبره الصيادون بمثابة المغامرة أو «الانتحار» لأن القارب مكلف وباهض الثمن حيث يجب على الصياد أن يوفر قيمة 100 مليون وعبر البنك ويبقى مدانا لكي يشتريه، وما يزيد الطين بلة هو أن قارب «البوليستر» لا يصمد طويلا لأن الصيادين يتوجهون إلى المناطق الترابية عند ركن قواربهم ويمكن أن يصطدموا بأي أجسام صلبة، كما أن هذا النوع من القوارب معرض للغرق في أية لحظة وتدخل إليه المياه بسهولة وذلك حسب ما كشفه بعض الأخصائيين في هذا المجال ل «آخر ساعة» حيث قال:» LE BOIS CONTRE LE POIDS« بمعنى أن القارب الخشبي هو الحل في البحر.
..ترقيمها وتسجيل أصحابها الحل الأمثل
كما توجد حلول سهلة وبسيطة يمكن القيام بها وهي ترقيم قوارب الصيادين من أجل حمايتهم وعدم تعرضهم لمضايقات في عرض البحر خاصة أن غالبيتهم تابعون لجمعية الوفاء للصيادين الحرفيين سيبوس، ويمارسون حرفتهم في إطار قانوني، وتملك مديرية الصيد البحري لولاية عنابة فكرة شاملة عن قضيتهم ويمكن مساعدتهم من أجل ترقيم قواربهم لدى الوزارة من أجل السماح لهم بكسب قوت عيشهم، وقد شكرت جمعية الوفاء والصيادين مديرية الصيد البحري لولاية عنابة التي تعمل دائما على تقديم لهم التسهيلات.
«الحراقة» حرقوا قاربين وعتاد صيد انتقاما من الصيادين سنة 2016
وما يؤكد أنه لا علاقة للصيادين العاملين في واد سيبوس ب «الحراقة» هي الحادثة التي وقعت في أوت 2016 والتي كشفت «آخر ساعة» كامل تفاصيلها وهي قيام مجهولين ويرجح أنهم من «الحراقة» بحرق قاربين وعتاد صيد في هذه المنطقة وهو ما كلف أصحابها خسارة بقيمة 30 مليونا بسبب منع «مافيا الحرقة» من الاقتراب من واد سيبوس.
مكان ركن القوارب «كارثي» وغير لائق
يركن صيادو «جوانو» قواربهم بمحاذاة الجسر وهو مكان غير لائق ويتواجد في حالة كارثية وهو عبارة عن أماكن فوضوية مبنية بالقصدير والآجر وكلها غير صالحة للاستعمال ورغم تلقيهم وعود من طرف بلدية عنابة من أجل بناء مرفأ للقوارب لائق بالإسمنت إلا أنها لم تجسد بعد على أرض الواقع وبقت مجرد كلام فقط.
جمعية الوفاء تخرج منها 209 بحار و48 ربان سفينة و16 ميكانيكيا
تملك جمعية الوفاء للصيادين الحرفيين سيبوس 302 عضو منخرط ونجحت منذ تأسيسها في تكوين 209 بحار و48 ربان سفينة و16 ميكانيكيا، وبفضلها دخل العديد من الشبان إلى حرفة الصيد، وأكد رئيس الجمعية السعيد كبير ل «آخر ساعة» أنهم ورثوا الصيد عن أجدادهم في «جوانو« وأنهم يفتخرون بهذه المهنة الشريفة.
قامت بتفريخ 2 ملايين و750 مليونا من الجمبري لكن ..
قامت جمعية الوفاء منذ سنة 2013 بتفريخ 2 ملايين و750 مليونا من الجمبري في الساحل العنابي على أمل أن يستفيد منها الصيادون الناشطون بالقرب من واد سيبوس لكن الصيد العشوائي حطم كل أحلامهم حيث يتم القيام بممارسات غير قانونية وهو ما يساهم في القضاء على الثروة السمكية، وكان هذا المشروع سينجح وتصبح عنابة ثرية ب «لاماتساغون» و»كروفات روايال»، كما قاموا بمبادرة ثانية استزراع 12 ألف من الجمبري البحري في الرميلة بسكيكدة مع المخبر الوطني للجمبري لكي تصل إلى عنابة مع مرور الوقت لكنهم اصطدموا بنفس الإشكال.
يطمحون إلى تبويض أسماك «الدوراد» و»الميلي»
أكد السعيد كبير ل «آخر ساعة» أنهم التقوا بخبراء في مجال الصيد البحري واقترحوا فكرة تبويض أسماك «الدوراد» «DORADE« و«الميلي» «MILI« مستقبلا لكي تتكاثر في ساحل عنابة ويتمكن الصيادون من صيدهم وهو ما سيساهم في وفرتها مستقبلا لكنهم يتخوفون دائما من الصيد العشوائي.
المحميات من أبرز المطالب وسلطنة عمان تنتج منها 11 ألف طن سنويا
كما طالبت جمعية الوفاء بإنجاز المحميات حيث كشف رئيسها السعيد كبير أنه تحدث مع خبراء كبار في هذا المجال وضرب مثالا بسلطنة عمان التي أنحزت 35 ألف كم2 منها وأصبحت تنتج سنويا 11 ألف طن، أما في إسبانيا فخلقوا مجسما على شكل«مخ انسان» ويتضمن الحروف المرتبطة ببعضها البعض ك البحار، الصياد والخياط وقاموا بتفريخ أسماك «الدوراد» و»الميلي» وهو ما سمح لهم بتحسين اقتصادهم بفضل السمك الذين يجنون منه 80 ألف أورو سنويا.
«الشباك الدائرية» تقتل الثروة السمكية
أصر الصيادون على ضرورة الوقوف في وجه أصحاب «الشباك الدائرية» الذين يتسببون في قتل الثروة السمكية في عنابة خاصة الذين يصطادون على بعد 400 متر والذين تسببوا في تقطيع الشباك التي يستعملها الصيادون وكلفوهم خسائر مادية كبيرة، ما يستدعي التحرك ودق ناقوس الخطر من أجل محاربة كل أنواع الصيد العشوائي.
صيادو «جوانو» وسيدي سالم كانوا يزودون أسواق عنابة بالسمك
وكشف الصيادون أن الصيادين القاطنون في «جوانو» وسيدي سالم كانوا يزودون السوق المركزي لبلدية عنابة بالسمك قديما لكنهم اصطدموا في السنوات الأخيرة بعراقيل بالجملة، كما دعا الصيادون الزبائن والعنابيين إلى التقرب من الباعة الموجودين في طريق «جوانو» لأنهم يبيعون مختلف أنواع الأسماك بأسعار مقبولة وفي متناول المواطن البسيط وأكدوا ل «آخر ساعة» أنهم سيجدون أسماك «باجو»، «ماربري»، «البروشي» و»الدوراد» تقريبا بنصف أسعارها في «جوانو» مقارنة بمناطق آخرى في عنابة.
«جوانو» ليست رمزا ل «الحرقة» فقط
رفض الصيادون ربط اسم حيهم «جوانو» ب «الحرقة» فقط خاصة أن العديد من الرحلات انطلقت من مناطق مجاورة، وأكدوا أنه قوارب الصيادين التي تركن بمحاذاة واد سيبوس يعيش بفضلها العشرات من العائلات، وكشفوا أنهم ورثوا هذه الحرفة عن أجدادهم الذين امتهنوا الصيد منذ القدم، وأضافوا أن ظاهرة «الحرقة» دخيلة على حي «جوانو» الذي يعتبر من أعرق الأحياء في مدينة عنابة رغم أنه يعاني من التهميش و»الحقرة» ونقص التنمية والمشاريع الموجهة للشبان، ودافع الصيادون بشراسة على حيهم.
«نأكل من عرق جبيننا ولم نطلب المستحيل»
تحدث الصيادون بنبرة مليئة بالتحسر وكشفوا ل «آخر ساعة» أنهم يعيشون حياة مهنية واجتماعية قاسية وقالوا «نأكل من عرق جبيننا وبأيدينا، لم نطلب من السلطات أن تساعدنا وطالبنا بأن يتركونا نعمل فقط»، ولم يتمكن كل الصيادين العاملين بالقرب من واد سيبوس من التأمين في «الكاسنوس» أو «الكناس» لأنهم اعتبروا أن مبالغ الاشتراك باهظة بالنسبة لهم وينتظرون الاستفادة من تخفيضات وامتيازات مستقبلا.
طالبوا بتدخل الوالي
كما طالب الصيادون والي ولاية عنابة توفيق مزهود بزيارتهم لكي يشاهد المأساة التي يعيشونها ولكي يكتشف حجم معاناتهم، وأكدوا أنهم يتوقعون أن يكون رد السلطات إيجابيا على انشغالاتهم لأنها منطقية وواقعية ولا تتطلب الملايير بل تحتاج للسماح لهم بالعمل في إطار قانوني منظم ومهيكل دون التضييق عليهم أو إزعاجهم خاصة أنه يمكن اللجوء إلى الحلول السهلة دون المرور إلى الحلول التي تضر بالصيادين ومستقبل عائلاتهم.
«جوانو» ليست رمزا ل «الحرقة» فقط
رفض الصيادون ربط اسم حيهم «جوانو» ب «الحرقة» فقط خاصة أن العديد من الرحلات انطلقت من مناطق مجاورة، وأكدوا أنه قوارب الصيادين التي تركن بمحاذاة واد سيبوس يعيش بفضلها العشرات من العائلات، وكشفوا أنهم ورثوا هذه الحرفة عن أجدادهم الذين امتهنوا الصيد منذ القدم، وأضافوا أن ظاهرة «الحرقة» دخيلة على حي «جوانو» الذي يعتبر من أعرق الأحياء في مدينة عنابة رغم أنه يعاني من التهميش و»الحقرة» ونقص التنمية والمشاريع الموجهة للشبان، ودافع الصيادون بشراسة على حيهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)