الأباء من العمال البسطاء عبر مختلف الوطن يعيشون هذه الأيام وضعا خاصا بسبب الدخول المدرسي، وشرعوا في عمليات حسابية مالية تمكنهم من اقتناء مستلزمات الدخول المدرسي لاولادهم دون ان تتضرر ميزانيتهم، فيكثرون من عمليات الطرح والقسمة والاضافة والطرح وكل العمليات الحسابية المعروفة دون ان يصلوا الى حل، فيطرحون مثلا كسوة الدخول المدرسي من ميزانيتهم مضاف اليها المئزر لان اولادهم سيستعملون المآزر التي استعملوها منذ سنوات وسيدخلون بلباس العيد ويقسمون بعض الادوات من اقلام والوان وقريصات على الاولاد وكل هذا لضبط الميزانية ورغم ذلك يجدون انفسهم في معضلة فمهما فعلوا الميزانية لا تكفي فإن قاموا باقتناء بعض القليل من شؤون الدراسة فسوف يقع خلل في ميزانية الاطعام و سيحاول الاباء مرة اخرى لانقاص خبزتين او ثلاثة وكيس حليب او كيسين والتضحية ببعض السجائر يوميا امر لا مفر منه لعل وعسى يتم ضبط الميزانية بعضهم يحقق الهدف وبعضم يقوم بالتدقيق في حساباته منذ نهاية عيد الاضحى ولحد الان لا نتيجة، فتجد الكثير منهم وقد بدت عليه ملامح المذلة والقهر في وجهه من خلال اللحية التي استطالت ومن كثرة التدخين النهم بعد ان تأكد لهم انهم مضطرين الاستدانة مع ما يرافق ذلك من ذلة ومسكنة، لقد تحول العامل الجزائري الى ادنى الدرجات في الترتيب المجتمعي وصار مجرد هيكل عظمي تتردد فيه الريح من شدة نحافته ومن شده قهره في غياب حلول تجعله يعيش كريما في وطنه ومهابا في اسرته وما اصعب على الاب حين ينكسر قهرا وسط اسرته وفي مجتمعه فهذا يعني انكسار وطن .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/09/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : محمد دلومي
المصدر : www.elmassar-ar.com