الجزائر

لا تبنوا مجدكم على جماجمنا!؟



لا تبنوا مجدكم على جماجمنا!؟
لم تنتظر الشرطة في غرداية وفي العاصمة حتى تستعمل مرة أخرى في حروب الأجنحة المتصارعة على السلطة ويمسح فيها سكين الجريمة مثلما في كل مرة، ومثلما فعل بها في أحداث القبائل السنوات الماضية، فخرجت أمس وأول أمس في انتفاضة، رافعة نفس الشعارات التي كان يرفعها المواطنون بحثا عن كرامة مفقودة، وهو نفس الشعور الذي يتقاسمه جل الجزائريين الذين سحقتهم الصراعات السياسية، وهم يرون خيرات بلادهم تنهب وتقدم قرابين مقابل الاستمرار متحكمين في رقاب الجزائريين ومصير البلاد.لأول مرة تنتفض الشرطة، وأظن أن المفاجأة كانت كبيرة بالنسبة لأولئك الذين بنوا سلطانهم على الدولة البوليسية، وتمادوا في الظلم ظنا منهم أن الشرطة التي رموا لها ببعض فتات الريع ستحميهم من رياح الغضب إذا ما هب، فها هم رجال شرطة ما زال في صدورهم شيء من الكرامة خرجوا من حيث لم يكن ينتظرهم أحد، ليقولوا لا!.. لا تبنوا أمجادكم وممالككم على أجسادنا.. وكرامتنا من كرامة ومصير وطننا.لا أدري هل يستحق مدير الأمن الوطني “هامل” كل هذه الثورة ضده، كشخص، أم أنه جاء في الوقت الخطأ والمكان الخطأ لما بلغ فهم أبناء هذه المؤسسة أنهم سيسخرون لخدمة خيارات وأن دماءهم مطلوبة في حروب غير حروبهم، فقلبوا السحر على الساحر. وقالوا مثلما قال الآلاف من الجزائريين “بركات” لا تبنوا أمجادكم على جماجمنا، ويكفي ما دفعت المؤسسة أيام الأزمة الأمنية عندما كان رجالها أول من استهدف من الجماعات الإرهابية والظلامية، واليوم يريدون لها أن تكون “كلب” حراسة - ومعذرة على الوصف - لقصورهم ومملكتهم!مهما كانت الأسباب التي تقف وراء انتفاضة البدلة الزرقاء أمس، فخروجهم إلى الشارع دليل على أن البلاد ليست بخير، فالمؤسسة التي حمت البلاد من الانفجار ووقفت بقوة لمنع رياح التغيير التي قادت البلاد العربية إلى الفوضى، قد وصلت اليوم إلى حد لا يطاق، وهم يرون أن وظيفتهم تهان ومصيرهم ومصير بلادهم يساق إلى المقصلة.يكفي الدماء التي سالت في القبائل وفي غرداية، كفى تصفية حسابات بين الزمر المتناطحة بحياة أبناء هذا الوطن سواء في صفوف الشرطة أو المؤسسات الأخرى.أخاف أن تكون انتفاضة أمس خطوة على طريق شائك من الفوضى والقلق، خاصة في هذا الظرف الذي تعيشه البلاد مع رئيس مغيّب عن مهامه ومسؤولياته، والبلاد تدار بالوكالة، والكل يحاول الإطاحة بالآخر. إنها لعبة ليّ ذراع قذرة، وكم لعبة أنتجت مآس وأنهار من الدم!؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)