أكد الدكتور رئيس مصلحة الطب الوقائي بمعهد "باستور" في الجزائر، عبد الرزاق صوفي، أنّ عودة وباء الكوليرا في الجزائر أمر خطير، ويوحي بانتشار الأوساخ وغياب ثقافة النظافة لدى العديد في المجتمع، مستدلا حديثه بالنفايات المنتشرة هنا وهناك، مشيرا إلى أنه رغم عدم إمكانية القول بأن هذا الوباء جد خطير، لاسيما أن علاجه بسيط بفضل التطور العلمي، إلا أن ذلك لا يعني أنه ليس واقعا مخزيا، لاسيما بالنسبة لبلد في طريقه إلى التطور مثل الجزائر، ويتسم شعبه بثقافة وأصول متجذرة تمشي وفق التعاليم الإسلامية التي تدعي إلى أهمية النظافة.أكد المتحدث أن على المجتمع أن يدرك كيفية تلقيه للمعلومات التي تأتيه عبر مختلف الوسائل الإعلامية، والتي بعضها يعمل على نشر بعض المعلومات الخاطئة التي تزيد من تخوف المواطن دون داع لذلك، مشيرا إلى أن حالات الإصابة بالكوليرا الرسمية والمؤكدة هي 74 حالة، وحالتا وفاة بسبب هذا الوباء.
وصف الدكتور صوفي الكوليرا بمرض العصور الوسطى، على غرار أمراض أخرى مثل التيفوئيد وغيرها، وهي أمراض كانت تنتشر بسبب الأوساخ والمجاعة والفقر، وكانت تنتقل عدواها بسبب جهل الناس كيفية النظافة، وسبل حماية الصحة منها، لكن اليوم بفضل تقدم العلم، وتطور أساليب الوقاية، وانتشار حملات التحسيس عبر العالم على مختلف الأصعدة، كان من المفروض أن تختفي هذه الأمراض.
يضيف المتحدث أن إقبال المواطنين على المعرض الذي نظم على هامش اليوم التحسيسي، والذي كان معهد "باستور" حاضرا به، دليل على وعي المواطنين بأهمية التحرك من أجل بيئة نظيفة، للحد من انتشار الأوبئة الناتجة عن انتشار النفايات في كل مكان، والتي تلوث المياه التي نستهلكها.
كما دعا الدكتور صوفي إلى أهمية تنظيم حملات تحسيسية مماثلة لهذه الحملة على مستوى 48 ولاية، باعتبار ذلك حق كل مواطن في الحصول على المعلومة، كما أن ذلك يعمل على نشر الوعي والثقافة الصحية وسط كل المواطنين، لأن أزمة الكوليرا لا يمكن حصرها في الولايات التي تم الكشف عنها هناك، مثل العاصمة، البليدة، تيبازة والمدية، لأنها وباء سهل التنقل وتنتقل العدوى من شخص لآخر.
❊نور الهدى بوطيبة
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/09/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نور الهدى بوطيبة
المصدر : www.el-massa.com