هناء رشاد
وُلِدت - بفضل الله - بفطْرة سليمة أهداها لي الله بفضْله وكرمه ولسان ذاكر فقد اعتدْتُ الذِّكر منذ طفولتي وأحببتُه وكنتُ إذا خلوتُ بنفسي أُمسك بالقلم وأكتب الأذكار وأردِّدها مائة مرة ثم مائتين ثم أترك القلم وأُعطي الشَّرَف لأصابعي لأُكْمِل الأَلْف وهكذا أُدخِل البهجة والطمأنينة على قلبي حتى أنام على صدى صوتي يردِّد: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .
وكنتُ في سنين دراستي الأُولى أستمع بشغَف وحُبّ إلى حصص التربية الدِّينية وأنتظرها بشوق لأنَّ فيها القصصَ التي تقرِّبني ممن أحبُّ الله ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتعرِّفني على دين الفطرة وتعاليمه الجميلة التي تلتصق برُوحي وتتآلف معها.
وعندما كَبِرت ملأ قلبي اليقينُ وملأَ روحي حبُّ العبادة والتقرُّب إلى الله وكنتُ كلَّما حمدتُ الله على شيء أجِدُ الله يَزِيدني منه فأحمَدُه أكثر وأخجل من عطاياه ونِعَمه حتى ملكْتُ روحًا شفَّافة أشعر بالأشياء وقُرْبها.
وعندما أصبحت شابَّة كنتُ أقطع طريقي وَثْبًا نحو السعادة أُلقي في رُوعي الأمل وأَزرع بأرضي بذُور الثِّقة وثمة سؤال يتردَّد في أرجاء نفسي: متى سألقاه؟ مَن سيشاركني الحياة ويكون عونًا لي على طاعة الله - عزَّ وجلَّ؟ وحينما وجدتُه عقدتُ العزْم وسلَّحت إرادتي وطوَّعتُ الصَّبر وبدأتُ حياتي الزوجية واثقة في اختيار الله لي لأعْبُر من روض إلى روض ومن نهر عذْب إلى آخَر ومِن إشراق إلى ضياء وكلما مرَّ عام أزداد قربًا وتعلُّقًا بزوجي الحبيب ويمتلِئ بيتي وقلبي بفرحة الأبناء وأبدأ يومي بأهازيج الحمْد الذي هو سِرُّ سعادتي الزوجيَّة فجعلت الآية الكريمة لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم: 7] هي شعاري في الحياة وشعْلَتي التي يتَّقِد بها الأمل ويسْطَع مِن جوف الليل إذا زارني يومًا أنتظر وأعرف أنَّ وراء الغيم مواكبَ أفراح وأنظر إلى السماء وأبتسم بنفس واثقة مطمئنَّة وعلَّمتُها لأبنائي أنَّ الصبر والثِّقة في وعْد الله وحمْدَه على نعمه وعطاياه لنا والرِّضا بها هي سرُّ سعادتنا.
عزيزتي: إنْ أردتِ زيادةً في الخير وسعَةً في العيش وابتهاجًا لا يغادِر النَّفْس رددِّي بجوفك دائمًا: الحمد لله.
تاريخ الإضافة : 12/08/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com