الجزائر

لأنهم رفضوا الاستسلام لإعاقاتهم:‏التحدي رُفع في رياض الفتح




إنه مثال للشاب الذي مكن من تجاوز إعاقته الحركية، بل ولايجد أي حرج في استخدام كلمة ''معاقين'' بدل ''أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة''، لأنه كسر ذلك الحاجز النفسي أو لنقل العقدة التي تقف حجر عثرة أمام إنجاز الكثير من الأشياء لدى الأسوياء، فمابالك بغيرهم.
بشير جوماخ ابن مدينة وهران، اِلتقيناه في الصالون الوطني لإنجازات ذوي الإعاقة في جناحه، حيث عرض مختلف التجهيزات التي يستعملها في عمله ككهربائي، والتي تمكن من اقتنائها بفضل قرض منحته إياه الوكالة الوطنية لدعم القرض المصغر''انجام''.
يروي لنا قصته مع هذا المشروع، فيقول: ''طلبت دعما من وكالة القرض المصغر، بعدما سمعت بأنها تمنح قروضا للراغبين في إنجاز مشاريع.. لم أتردد وقدمت طلبي، وبعدها بحوالي شهرين، حصلت على القرض الذي مكنني من اقتناء التجهيزات اللازمة، وكذا كراء محل، حاليا أعمل لحسابي الخاص وأنا جد راض عن وضعي الجديد''.
حاليا إذا، يعيش بشير حالة استقلالية تسمح له حتى بأن يوظف عمالا، لاسيما بعد أن تمكن من العمل مع بعض الأفراد، أي على مستوى الشقق والبنايات وكذا بعض المؤسسات كالفنادق والحمامات وحتى المساجد التي يقول إنه يؤدي فيها عمله مجانا، لأنه يعتبر ذلك صدقة لبيت الله. وبالنسبة لتسديد القرض فلم يبق إلا دفعتين، وهو مبلغ بسيط، كما يقول بكل أمل وتفاؤل.
ورجوعا إلى الوراء... يحكي بشير مشواره الذي بدأ بعد خروجه من المدرسة في مستوى السادسة ابتدائي، حيث عمل في مجال التجارة، بعدها قرر الالتحاق بمركز للتكوين المهني في تخصص الكهرباء، ويحمد الله أنه تمكن من ذلك بالنظر إلى مستواه الدراسي، في 1990 تحصل على دبلوم في هذا الاختصاص، عمل على إثرها مع شخص آخر، لكنه لم يكن راضيا كثيرا ففكر في خلق مشروعه الخاص، وهو ماتم في ,2009 ''وأنا الآن جد راض''، كما يؤكد.
سألناه عن معنى الإعاقة بالنسبة له فضحك وقال: ''الإعاقة كانت سببا في التفريج عن كربي لاسيما مؤخرا بعد أن تحصلت على سكن سأتسلمه الأسبوع القادم... أنا لا أحس نفسي معاقا بالمعنى السلبي للإعاقة أي العجز... طول عمري وأنا أشعر بأنني إنسان عادي كالآخرين...اخترت اختصاص الكهرباء، لأنه يتلاءم وإعاقتي الحركية، إذ لا أجد معها صعوبات في عملي الميداني... ليس لدي أي مشاكل نفسية مع إعاقتي، وكثيرا ما لا أبدو كذلك للآخرين إلا حين أسير في الشارع... أقول أن الإعاقة الحقيقية تكمن في العقل... عقل بعض الناس الأسوياء الذين يملكون كل شيء، لكنهم لايجدون حرجا في التسوّل لدى الآخرين، وطلب المساعدة بدل أن يعملوا بجد ويسعون لتحقيق شيء مهم في حياتهمس.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)