من الطبيعي أن نفكر -كآباء وأمهات- في سعادة الأبناء ونجاحهم في الحياة غير أن الأحلام وحدها لا تكفي ولا تفيد بل المهم أن نسهل سبل النجاح أمام أطفالنا الصغار فهذا أمر نتركه جميعنا للصدفة وبخاصة في ظل تعقد الحياة وانشغال الأبوين ونعتمد على المدرسة وحدها في هذا الأمر ولكننا ننسى أن المدرسة بتلاميذها الكثيرين وأوقاتها المحددة وانعدام حصص النشاط تقريبا ليست المكان الجيد لاكتشاف مواهب الطفل وتنميتها إلا في حالات نادرة فكل ما تقدمه للطفل طائفة من المعلومات الجامدة.. فماذا نفعل؟عدم تقييد حرية الطفل في اللعب على الوالدين أن يتركا لأطفالهما حرية اختيار الألعاب التي يمارسونها وألا يضيقا عليهم الخناق أو يفرضا عليهم أسلوبا معينا من الألعاب كأن يفرضا على البنت أن تلازم اللعب بالدمية التي تمثل العروسة مثلا أو شيء من هذا القبيل وألا ينزعجا إذا ما بدأ الطفل في تفكيك اللعبة إلى عناصرها الأساسية فغالبا ما يكون هذا التصرف طبيعيا لأن الطفل الذكي يميل إلى استكشاف العالم من حوله واستطلاع كل شيء ومن ضمنه تلك اللعبة التي بين يديه فهو يحب أن يرى كيف تتحرك وما الذي يسبب فيها الكلام أو الألحان دور الأبوين في تنمية القدرات تقول إحدى الباحثات العاملات في حقل الطفولة بجامعة جون هوبكنز- ميريلاند: لا أحد يعرف الطفل حق المعرفة كما يعرفه الأب والأم ذلك أن شخصيته متشابكة تمتلىء بالاهتمامات الخاصة التي لا تظهر بوضوح إلا في تعاملاته داخل المنزل.. والأم والأب خير من يقدر على اكتشاف هذه الشخصية فهما يعيشان معه ويراقبانه وبالتالي ففي إمكانهما أن يكتشفا قدراته واهتماماته وبالتالي يعملان على تنميتها.وبالنسبة لدور كل من الأم والأب تبين معظم الدراسات في هذا المجال أن الأم تلعب دورا مؤثرا في تنمية موهبة طفلها وخصوصا في السنوات الأولي من عمره والتراث العلمي يزخر بالعديد من الدراسات التي تبين هذا الدور ومعظم الدراسات يؤكد أن هناك ارتباطا وثيقا بين ذكاء الأم وطفلها ويؤكد أن مستوى تعليم الأم بصورة خاصة ومشاركتها ومتابعتها لأمور الطفل وهو صغير كلها أمور ذات آثار إيجابية بعيدة المدى على تربية الموهبة لدى الطفل مستقبلا.وليس أدل على ذلك في الحياة العامة مما ذكره التاريخ لوالدة العالم الأمريكي الشهير (توماس أديسون) إذ اعتذرت المدرسة في صغره عن تكملة تعليمه بسبب (تخلفه عن زملائه) فتولت الأم بنفسها تربيته وتعليمه حتى صار (أديسون) أشهر مخترع في التاريخ وسجل له التاريخ أكثر من ألف اختراع كلها من عينة المصباح الكهربي وجهاز التسجيل.. إلخ.ضرورة التفاعل مع الطفل ويلعب التفاعل اللفظي بين الأم وطفلها دورا كبيرا في تنمية القدرات العقلية لدى الطفل منذ أشهره الأولى وتشير الدراسات إلى أن التفاعل اللفظي لأمهات الأطفال الموهوبين يتسم بالتعزيز اللفظي وإعطاء إرشادات لفظية وإلقاء أسئلة مفتوحة وعدم إعطائه إجابات جاهزة بل تشجيع الطفل على أن يبحث عنها بنفسه وكذلك حب الاستطلاع لديه.أما بالنسبة لدور الأب فإنه لا يقل عن دور الأم في تربية الموهبة والإبداع لدى الطفل رغم أن معظم الدراسات السابقة قد ركز على دور الأم فقط .دور الأم في اكتشاف الطفل الموهوب أو المتميزمن خلال الملاحظة والمتابعة لكل سلوكيات الطفل ومهاراته الحركية فمثلا هل الطفل:يتمتع بفضول كبير يمشي أو يتحدث مبكراً.- يستخدم يديه وأحياناً قدميه بسهولة لإنجاز بعض المهام الحركية الكبيرة والصغيرة كقدرته على التقاط شيء صغير باستخدام أصابع قدميه يظهر اهتماما مبكرا بالحروف الأبجدية يهتم بمسألة الأرقام والوقت ويفهمهما إلى حد ما.- يعبر عن ضيقه مما يحده (مما يظهر أن عقله يريد أن ينجز أشياء لا يستطيع جسمه بعد التعامل معها).- يقوم باستمرار بتقسيم وترتيب وتنظيم الأشياء وتسميتها.- يستطيع استيعاب مفهوم (السبب والنتيجة) ويستطيع عمل (تخمينات) جيدة عند محاولة الإجابة على الأسئلة ويستجيب للاتجاهات والأمور المتعددة التى تطلب منه في سن مبكرة عن غيره.- يستطيع النجاح في الاختبارات التى تعطى لمن هم أكبر منه سناً.- لديه عدد كبير من المفردات ويستطيع التحدث بطريقة مرتبة ومفهومة فى سن مبكرة ويستطيع التعبير عن نفسه باستخدام كلمات صعبة وجمل مركبة يظهر استيعابا سريعا للمعلومات.- لديه قدرة على الانتباه لفترات طويلة ويحكى القصص والأحداث بوضوح ويستطيع ابتكار نهايات منطقية للقصص.- يتذكر الأحداث المعقدة ويستطيع شرحها بوضوح بعد مرور فترة طويلة على حدوثها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/02/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com