الجزائر

كيري في أوروبا لتخفيف قوة زلزال لندن



كيري في أوروبا لتخفيف قوة زلزال لندن
استنفرت الإدارة الأمريكية آلتها الدبلوماسية على خلفية نتيجة الاستفتاء الذي أخرج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي بإرسالها لوزير خارجيتها جون كيري، في جولة أوروبية لجس نبض العواصم الأوروبية من تداعيات زلزال "الجمعة الأسود".وينتظر أن يلتقي جون كيري، اليوم، بالعاصمة بروكسل بمسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية فريدريكا موغريني، في محاولة لتقييم الموقف والخروج بتصور أكثر وضوحا حول تأثيرات ذلك على العلاقات الاقتصادية والسياسية بين ضفّتي الأطلنطي.ووصل جون كيري أمس، إلى العاصمة الإيطالية، حيث التقى بنظيره الإيطالي باولو جنتيلوني، قبل أن يتوجه اليوم إلى العاصمة الأوروبية ثم العاصمة البريطانية لندن للقاء نظيره البريطاني فيليب هاموند، والوزير الأول البريطاني ديفيد كامرون، الذي تعرض لسيل من الانتقادات الأوروبية حمّلته جميعها مسؤولية قطع العلاقة بين بلاده والاتحاد الأوروبي.وأصيبت الإدارة الأمريكية بصدمة قوية بعد فوز البريطانيين المؤيدين لخيار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وخاصة وأن واشنطن كانت تأمل في أن تكون نتيجة الاستفتاء عكسية.وهي الرغبة التي جعلت الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يقوم بزيارة إلى لندن الشهر الماضي، محاولة منه لإلقاء ثقله الدبلوماسي على أمل تغليب كفّة البقاء في عضوية التكتل الأوروبي.وهي الرغبة التي لمح إليها جون كيري، أمس، ولكنه أكد إننا الآن مجبرون على التعاطي مع واقع جديد وبكيفية تعيد بعث الاتحاد الأوروبي من خلال استغلال هذه الأزمة لانطلاقة جديدة".ورغم أن الولايات المتحدة حاولت التظاهر أن خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي لن تؤثر على علاقاتها التاريخية والإستراتيجية مع دول القارة العجوز، إلا أن قناعة مسؤوليها كانت مغايرة لذلك تماما بحكم التأثيرات السلبية على هذه العلاقات على المدى البعيد.وتدرك الولايات المتحدة العواقب الكارثية لهذا الانسحاب وخاصة على قوة القطب الرأسمالي الذي تتزعمه، وأيضا بسبب تأثير ذلك على نسبة نمو الاقتصاد العالمي وانعكاس ذلك على الأسواق المالية العالمية التي اهتزت بورصاتها في مختلف العواصم وانتقلت ارتداداتها إلى بورصة "وول ستريت" القلب النابض للاقتصاد العالمي.وأكد الرئيس الامريكي باراك أوباما، مباشرة بعد تيّقنه بفوز المؤيدين للانسحاب من الاتحاد الأوروبي الجمعة الماضي، أنه سيعمل على بقاء متانة علاقة بلاده بالاتحاد الأوروبي وبريطانيا في جوانبها الاقتصادية والعسكرية بقناعة أن بريطانيا تبقى رغم كل شيء حجز الزاوية في الحلف الأطلسي.والمؤكد أن كيري، الذي شرع في زيارة مفاجئة إلى إيطاليا ثم بروكسل ولندن سيكون أول من يطلع على نتائج قمّة برلين التي تجمع اليوم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والوزير الأول الإيطالي ماتيو رينزي، التي تمت الدعوة إليها في محاولة لتدارس الموقف على خلفية تبعات الاستفتاء البريطاني ومحاولة الخروج بتصور عملي لتجاوز انعكاساته على تكتل يسير باتجاه التفكك التام.وهو التصور الذي سيتم عرضه يوم غد على قمّة دول الاتحاد السبعة والعشرين يوم غد الثلاثاء، والتي ستكون بمثابة آخر قمّة يحضرها الوزير الأول البريطاني، قبل انسحابه من المشهد السياسي البريطاني والأوروبي.وكانت عدة مصادر أوروبية أكدت وجود مشروع مبادرة ألمانية فرنسية لإعادة بعث الروح في كيان اتحاد أوروبي بدأ يفقد توازنه بفقدانه لجناحه الشمالي القوي وجعله أشبه بالثور الجريح الذي ينتظر من ينقذه من موت مؤكد.وستكون قمّة العاصمة الأوروبية التي تدوم يومين أصعب قمّة يجتازها الاتحاد منذ ميلاده بعد أن وضعت نتيجة الاستفتاء البريطاني الجميع أمام مسؤولياتهم وأكدت الهوّة القائمة بين صنّاع القرار الأوروبي في بروكسل وبين عامة الشعوب الأوروبية التي لم تعد تجد نفسها في قرارات فوقية لا تلقى الإجماع لدى رأي عام أوروبي لم يحقق الرفاه الذي وعد به.وهو ما جعل العديد من المتتبعين للشأن السياسي الأوروبي يؤكدون أن نتيجة الاستفتاء البريطاني كانت نتيجة تصويت عقابي زلزل قواعد البيت الأوروبي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)