مباشرة بعد الإفطار وخاصة بعد صلاة التراويح ، يزحف سكان مدينة مستغانم والزوار الذين يزداد يوميا عددهم الذي بات يبلغ اليوم عشرات الآلاف في كل ليلة على الكورنيش " كورنيش صالمندر " ، بحثا عن نسيم البر والبحر الذي فقدوه خلال طول اليوم ، حيث يستغرق الصوم هذه السنة 17 ساعة يوميا ، لذا تجد هؤلاء الناس يبحثون عن وجهة لطيفة يغيرون بفضلها نوعا ما أجواء اليوم الساخن والشاق ، خاصة الموظفين العاملين بمختلف الإدارات وربات البيوت اللواتي يقبعن على مدار اليوم وراء الأفران الساخنة بحثا دوما على أفضل الأطباق التي سيقدمهن خلال الإفطار ، شريط صلامندر لم يكون قبل تهيئته يعرف إقبالا شيبه لما يعرفه اليوم ، حيث بات الإقبال منقطع النظير ولا ترى الصور التي يصنعها إلا في المدن الكبرى ، هذا الشريط كان في بداية الأمر عبارة عن ممر طبيعي هيئته الإدارة الإستعمارية في خمسينات القرن الماضي حيث أوصلت عبر طريق ضيق لا يتعدى ثلاثة أمتار شاطئ صالمندر بشاطئ صابلات ، بعد الإستقلال بقي هذا الخط على حاله إلى غاية ثمانينات القرن الماضي كذلك حيث وسع نوعا ما نظرا للحركة التي بات يعرفها خاصة خلال فترة الحر ، لكن مع استفادت مستغانم من برنامج تنوي ضخم ، مس كل القطاعات ، لم يبق هذا الشريط على الهامش ، حيث خصص له غلاف مالي ضخم أعطى هذه النتائج الرائعة التي تجلب إليها اليوم كل هذه الحشود ، حيث أن البرنامج خصص لإيصال في بداية الأمر شاطئين وهما شاطئ صالمندر بشاطئ لاكريك ، حيث يمتد على الشريط على طول 1000 متر.هكذا عرفت الأشغال التي انطلقت في سنة 2011 تهيئة هذا الشريط بدأ بعملية التوسعة ، حيث زاد عرض الشريط من 1.5 م إلى 7.5 أمطار في حين مد طوله على امتداد 1000 متر ، كما زين بعشرات من أشجار النخيل وأعمدة الإنارة التي زادته رونقا ، في مقطع الطريق الفاصل بين حي سيدي لخضر في الجهة الشمالية وحي صالمندر في الجهة الغربية والحي الجديد في الجهة الشرقية وضعت خاصة مرفوع عليها ثلاثة دلافين تقذف من أفواهها وبتناغم كامل مياه دورية تطرح البرودة على المارة ، كل هذا تحت إنارة ملونة ، هذا دفع بعدد من الأطفال السباحة داخل هذه الخاصة الموضوعة أصلا للأسماك ، لكن حر الجو غير الموازين ، في مقابل الشريط الساحلي يتزاحم المارة بحثا عن مكان بإحدى المقاهي المرصوفة في الواجهة المقابلة ، في حين بائعي الألعاب " الغادجيهات " التي لا تظهر إلا في مثل هذه المناسبات تغزو أرصفة الطريق ، بخصوص النشاطات الثقافية في هذه الجهة بالذات تقام ويوميا بمقر مسرح " الموجة " عدد من السهرات الفنية والفكاهية على ركح ذات المسرح وهذا أمام عشرات العائلات التي لم تتوان في دفع مستحقات الدخول وكذا استهلاك المشروبات والمرطبات مقابل الحضور إلى هذه النشاطات والترفيه على النفس ، من خلال السيارات التي ترصوا على جل الأرصفة يتبين أهمية هذا الشاطئ الذي يؤمه الناس من كل الولايات خاصة منها الغربية والوسطى وهذا بالرغم من أننا في فترة ( فترة رمضانية ) يقال عنها تنقص فيها الحركة والنشاط ، يا ترى كيف سيكون شاطئ صالمندر بعد انقضاء الشهر الكريم وحلول شهر أوت الحار ؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/07/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ابن عاشور
المصدر : www.eldjoumhouria.dz