تشهد ولاية بشار مع بداية فصل الخريف إقبالا معتبرا للسياح من مختلف ولايات الوطن، حيث يتضاعف عدد السياح مع حلول موسم الشتاء أين تتوجه الوفود القادمة من خارج الوطن نحو عدة مناطق من الولاية على غرار تاغيت وموغل وبني ونيف، مرورا بقصر واكدة وبلدية القنادسة إلى سد جرف التربة ومنطقة القطارة بالمريجة وغيرها من الأماكن السياحية التي تتواجد بها وحات نخيل موزعة على ضفاف الوديان المتواجدة في المنطقة.وتحتوي القصور على كنوز ثمينة من التراث العمراني والثقافي، الى جانب آثار صخرية منقوشة يزيد عمرها عن عشرات الآلاف من السنين، فضلا عن البساتين وعيون المياه الصافية والسدود والرمال الذهبية النظيفة، إلى جانب الأماكن الأخرى المخصصة للسياحة العلاجية كالدفن في الرمال الساخنة.
وفي هذا الصدد يقول بركات سليمان رئيس جمعية النجوم للفنون الموسيقية والسياحية أن دائرة بني ونيف بولاية بشار، تزخر بواحات من النخيل وشلالات مياه وعيون يقبل عليها السياح من مختلف الولايات المجاورة، حيث تستقبل منطقة رصف الطيبة بدائرة بني ونيف، في المنطقة المسماة « لغروطة» التي تتوفر على شلال للمياه العذبة و واحة نخيل، أفواجا من السياح يأتون لزيارتها من مختلف المناطق المجاورة مثل عين الصفراء والنعامة، للاستماع بمناظرها الخلابة ومياه «عين الطيارة» التي يقال أن ماؤها مفيد في علاج مرض الكلى ويطلق عليها إسم « عين الطيارة»، أما سبب هذه التسمية.
يقول بركات -فتعود إلى حادثة وقعت فترة الاستعمار الفرنسي أين أطلقت قوات الاحتلال من طائرة حربية صاروخ سقط في تلك المنطقة فانفجرت منه عين ماء، ومنذ ذلك الحين وهي تسمى بعين الطيارة، ومن المناطق السياحية الأخرى التابعة لدائرة بني ونيف منطقة فندي التي تستقبل هي الأخرى أعدادا من السياح يأتون للتنزه وصيد الاسماك من السد المتواجد بها.
وللعرسان نصيب من العادات
كما يأتي إليها العرسان في اليوم الثالث من الاحتفال بالزواج رفقة عائلاتهم وأقاربهم للاحتفال وذبح بعض الخراف واقامة مأدبة غداء، وتوزيع اللحم المشوي وتحضير مأكولات تقليدية ليستمتع الجميع بقضاء يوم مميز مع الطبيعة الخلابة وعزف موسيقى تقليدية مثل « الحيدوس» ولا يعودون إلا في ساعة متأخرة من مساء اليوم .
ومن العادات والتقاليد التي ما يزال البعض من سكان بني ونيف يتمسكون بها خلال إقامتهم لحفلات الزفاف هي أن يتم اصطحاب العرسان من طرف عائلاتهم إلى ساقيتن ماء، ساقية مخصصة للرجال وأخرى للنساء، ويقوم العرسان فيها بالاستحمام، ثم يتم زيارة القصر والجلوس في الواحة
واشار بركات إلى أن من الظواهر التي لفتت انتباهه والتي من شأنها أن تؤثر سلبا على السائح في بعض الأماكن هي عدم وجود كراسي خاصة بالجلوس فضلا عن انعدام حاويات القمامة، مما يجبر السياح على ترك فضلات الأكل مرمية بطريقة عشوائية في أي مكان، مشيرا إلى أنه بالرغم من ذلك بدأ النشاط يدب في الأماكن السياحية في دائرة بني ونيف، حيث يتم ترميم القصر من طرف هيئات وجمعية أخرى ناشطة في المجال السياحي والثقافي بالمنطقة.
نشاطات ترفيهية في مناطق الظل
عن نشاط جمعية النجوم للفنون الموسيقية والسياحية التي يترأسها قال بركات أن الجمعية تهدف الى الترويج للسياحة والترفيه، حيث تقوم بخرجات إلى مناطق الظل من أجل زرع البسمة على وجوه أطفال هذه المناطق، وقد استأنفت نشاطها في شهر سبتمبر الجاري، وتضم الجمعية بعض الفرق الموسيقية و الترفيهية مثل فرقة الديوان « قومبري» و فرقة «الحضرة النسوية « وفرقة المهرج، وتتنقل هذه الفرق إلى جميع مناطق الظل بولاية بشار، وأحيانا خارجها، أين زارت مثلا « لاربوات» و» لبيض سيدي الشيخ»، و يتم دعم الجمعية من طرف مؤسستي ديوان مؤسسات الشباب و بيت الشباب ومديرية الشباب والرياضة، بالإضافة إلى تنظيم ألعاب للفروسية خلال المناسبات الرسمية، مثلما عرفته منطقة بني ونيف خلال الخامس من جويلية المنصرم.
وطالب بركات بدعم الجمعية بتوفير وسيلة نقل و طابل ميكساج لأننا حاليا نقوم بكرائها من طرف أصحابها على حسابنا الخاص -يقول المتحدث -، فيما تأمل الجمعية في إنشاء فندق سياحي تقليدي يضم خيمة كبيرة للسياح، تتوفر على مصنوعات الحرف التقليدية، وبيوت من الطين والجريد تعود إلى العصور السابقة على مستوى بيت الشباب ببني ونيف، لجذب أكبر عدد من السياح إلى قصور وواحات بني ونيف والاستمرار في احياء سهرات ليلية في رمضان وموسم الاصطياف .
مناطق تستحق الدعم والاهتمام
أما بن دحان إسماعيل رئيس حي ونائب رئيس الجمعية الولائية للسلامة البيئية والتنمية المستدامة، فيري أن المناطق السياحية الموجودة في ولاية بشار، لا تقل أهمية عن المناطق الموجودة في بعض البلدان السياحية، غير أنه لم يتم استغلالها مثلما تم في تلك البلدان التي قد لا تتوفر على بعض الأشياء الموجود في ولاية بشار، مضيفا أن السياحة فيها ما تزال تعاني نقصا في الفنادق والمرشدين وصفحات الاعلام للتعريف بالمنطقة، مما قد يحرم الاقتصاد من مداخيل كبيرة تسعى الدولة إلى تحقيقها، مطالبا في ذات السياق الوزارة المعنية بإنشاء فنادق حديثة في الأماكن السياحية، ودعم إحياء مجال صنع الأدوات التقليدية، والحرف في ظل توفر المادة الأولية، لصناعة الحصير والمظلات الشمسية وغيرها مما يساهم في إعطاء فسيفساء تضفي جمالا ورونقا على هذه المناطق في جلب السياح نحوها، ويساهم في توفير مناصب شغل جديدة لشباب المنطقة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/09/2021
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : بشار موسى دباب
المصدر : www.ech-chaab.net