تطمح هذه الكلمة إلى طرح إشكالية التعامل مع التاريخ باعتباره مادة علمية ولكونه وسيلة تربوية وأداة تنموية، وذلك من أجل توظيف التاريخ في ترقية المناخ الثقافي وفي تفعيل مشاريع البناء والتنمية. وهذا ما يتطلب منا تحديد رؤيتنا للتاريخ وفهمنا للثقافة التاريخية دون الإخلال بخصوصيات المنهج التاريخي المتعارف عليه، ودون محاولة فصل التاريخ عن الواقع وإبعاده عن مجالات الحياة بدعوى حياد التاريخ وموضوعيته.
فمع تأكيد المؤرخ على الجانب العلمي الذي يكسب عمله المصداقية الضرورية لأية معرفة إنسانية إلا أن التاريخ يظل في نظره مادة هادفة إن لم نقل معرفة نوعية تحمل قيما ومفاهيم إيديولوجية، مما يجعل التاريخ في حد ذاته سلاحا ذا حدين، إما أن يستخدم في بناء الذات أويسخر لهدم بنية المجتمع... وهذا ما يسمح لنا بالقول أن التحولات الثقافية وآفاق التنمية تعتمد في فهمنا لها والحكم عليها إلى حد كبير على مدى تعاملنا مع "التاريخ"، الأمر الذي يجعل كسب رهان التنمية في العالم العربي عامة والجزائر خاصة يدور أساسا حول قضية ثقافية محورية تتلخص في من يملك الخلفية التاريخية ويستغلها في فهم الحاضر ويوظفها في مشروع المستقبل...
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/09/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - ناصر الدين سعيدوني
المصدر : مجلة المواقف Volume 1, Numéro 1, Pages 99-102