الجزائر - Zemmoura

كلمة السيد : مصطفى السنوسي رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية غليزان



كلمة السيد : مصطفى السنوسي رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية غليزان

كلمة السيد : مصطفى السنوسي رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية غليزان سابقا

(خلال العهدة الانتخابية الممتدة من 05/11/1997الى غاية 04/10/2002).



مقـدمـــة



نظرا لما للمخطوطات من أهمية عظمى في حياة الأمة ومسيرتها وتنقلاتها عبر الزمن فإننا قد أدركنا ذلك ولمسناه منذ سنوات لكون المخطوطات هو عصارة جهود الآباء والأجداد وأفكارهم النيرة التي يجب المحافظة عليها واكتسابها والانتفاع منها ولذا فإننا أنا عبد ربه مصطفى سنوسي وثلة كبيرة من المشايخ والمفكرين والباحثين أثرنا هذا الموضوع ودعونا إلى الالتفاتة الجاد إلى المخطوطات كإرث جليل وثمين وكان ذلك سنة 1999 بولاية ادرار وبحضور كل من الدكتور السيد حساني مختار و معالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله و معالي السيدة زهية بن عروس كاتبة الدولة لدى وزير الاتصال والثقافة مكلفة بالثقافة وجمع غفير وقد اجتمعت تدخلات الجميع حول أهمية المخطوط ودوره في حياة الأمة العلمية والعملية وقد توجهت أنا خاصة إلى مشايخ الزوايا الذين لديهم الكثير من هذه المخطوطات وبالأخص أهل الجنوب بوضع هذه المخطوطات بين يدي الدولة وبالتحديد تسليمها لوزارة الثقافة لكي ينفض عنها الغبار وتستفيد منها الأمة وقد استجابة الكثير من الزوايا لذلك وقد تضمن عدد خاص من مجلة الثقافة فعاليات هذا الملتقى في عدده للسنة الرابعة والعشرون 117-118 بتاريخ 1999 هذا بالتفصيل والحمد لله أننا نرى اليوم ونحن نحتفل بخمسينية الاستقلال نتائج هذا المجهود تترسخ وتتجسد في تلك الملتقيات والنشاطات الميدانية التي لازالت متسلسلة ومتواصلة سعيا لجمع وحماية وصيانة المخطوط ثم القيام بالاستفادة منه بأوجه مختلفة لصالح الباحثين والطلبة والعلماء في شتى الميادين العلمية والأدبية والدينية والاقتصادية وغيرها .

بعد هذه المقدمة الوجيزة والمتواضعة فإليكم الكلمة التي قمت بإلقائها خلال الملتقى المنظم سنة 1999 بادرار.





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى

وبعد : معالي السادة الوزراء -السيد والي الولاية -السادة ممثلي الأمة السيد رئيس المجلس الشعبي الولائي

سادتي جهابذة العلم واساطين الشريعة والدين علماءنا الأخيار ايها الاخوة بادئ ذي بدء اعتذر مسبقا على كوني قد التحقت بركب ملتقاكم الكريم هذا وانا لم اجهز نفسي بما يناسب هذا المحفل المهيب لأخوض وإياكم في جوهر موضوع هذا اللقاء المبارك ولكن للظروف سلطانها القاهر فاعذروني مسبقا .

أيها الإخوة الكرام إن بلادنا غنية بمخطوطاتها التي لا تزال خير شاهد على حضارة امتنا السالفة في مجال العلم والثقافة بمختلف ميادينها وبشتى مكوناتها و لا تزال الزوايا الجزائرية خير آمين على هذه الكنوز التي خلفها الأجداد وورثها الآباء كإرث مقدس وقد حافظ ويحافظ اهل الزاوية على هذه الكنوز بكل إئتمان ووفاء ولاشك في ذلك والدليل على هذا هو توفرها على مخطوطات

نادرة ضاربة جدورها في اطناب التاريخ وقد شاخت ومرت عليها قرون طوال وهي تزود العديد من علماء الاجيال المتعاقبة بكثير من الفوائد والمعارف النادرة بل هي وسيلة هامة في مجال التربية والتعليم آنذاك وكثيرا ما يسرت على المعلم والمتعلم الأخد والعطاء وبعد تقادم الزمن وتواكب القرون أصبحت هذه المخطوطات تمثل التراث الثقافي او بالأحرى الذاكرة الجماعية للأمة ومن ثم أصبح لازما علينا مراجعة امرها والنظر الى قيمتها من الناحية العلمية ومن الناحية الدلالية لكونها اصبحت تمثل إحدى المقومات التاريخية للأمة وإذا كان هذا هو الشأن فان الاهتمام بتراثنا ضروري وحين الح على ضرورة الاهتمام بالتراث الجزائري هنا فليس معنى هذا انني اصدر عن الروح الأنانية لأنه لا معنى لها هنا لان التراث هو قاسم مشترك بين كافة العرب وللمسلمين وان ماكتبه العرب والمسلمون في كل الاقطار والقارات لهو مفخرة للعرب قاطبة والمسلمين وللإنسانية جمعاء ومن هنا يتضح لنا جليا بان المخطوطات او الذاكرة الجماعية للأمة هي ملكية الأمة وبالتالي فهي ليست حكرا على احد وان من حق الآخرين الاطلاع عليها ومعرفتها وعلى القائمين عليها أحقية رعايتها وصيانتها بل الاطمئنان عليها ويصبح بذلك قضية نشر هذا التراث والتعريف به هو من أوكد الواجبات الملقاة على عاتق علماء ومشايخ الامة وبعدها اعتقد ان التراث يجب قبل كل شيء إحصاؤه والتعريف به فالمخطوطات لازالت للأسف الشديد مبعثرة هنا وهناك لأنه كثيرا ما نجد امهات الكتب جزءا واثنين هنا وجزء هناك

وبالتالي حتى تكون الرسالة كاملة ومتكاملة يجب ان نسعى الى إحصاء المخطوطات ومحاولة جمعها بالطرق التي لاتحرم اصحابها منها وبذلك يمكن ان نشرع في احياء تراثنا وتقديمه للأمة في قالب متناسق .

ايها الاخوة لقد حان الوقت لكي نبعث تراثنا الفكري المتمثل في المخطوطات وبالأخص في المجال الديني وهذا حتى نعيد لحضراتنا العربية الاسلامية اسلاميتها الصحيحة وعقيدتها السليمة والخروج بها من الشوائب التي طالتها نتيجة اضمحلال نجم هذا التراث وجموده نتيجة حجره واحتكاره وبالتالي فمسؤليتنا قائمة امام هذا الوضع الخطير لهذا يجب ان نعمل على نهضة تراثنا الثقافي من جديد وهذا مؤشر سليم للعودة بالأمة وشبابها الى اسلام محمد صلى الله عليه وسلم الصحيح والسليم في ان واحد لاكما يدعي البعض سامحهم الله.



ايها الاخوة الكرام

إن هذه الملتقيات الفكرية حول المخطوطات هي جزء من العمليات الكبرى نحو إحياء هذا التراث الثقافي الخصب العزيز وإن ما أثاره السادة في هذا الملتقلى لاحدى البراهين الساطعة على جدوى هذا العمل المبارك وان وطننا العزيز قد انتبه الى اهمية هذا التراث فأصبحت عملية البحث عن المخطوطات وتقفي نادرها وتنظيم ايام تقافية للتعريف بها لدلائل قاطعة للعودة الى سيرة الاباء و الاجداد في مجال اكتساب العلوم ونشر المعرفة والكتابة والتأليف هذا ماشاهدته ولاية غليزان في غضون السنوات المتعاقبة وكيف لا وهي عامرة بزواياها الذاكرة التي لم تتخلف عن ريادة هذه المحافل الثقافية الهامة بحضورها المكثف وهذا بالمخطوطات التي تحت ايديها وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد نظمت عدة اسابيع ثقافية عرضت فيها الزوايا مخطوطات هامة ترجع الى القرن السادس عشر والسابع عشر(16-17) وهذا من طرف الزاوية بمازونة العامرة بالكثير من المخطوطات الهامة وكذا زاوية الشيخ المغوفل بقرية حمرى وهي تحف نادرة لبعض العلماء الذين ينتمون الى المنطقة كالقلعة و زمورة ووادي الجمعة وغيرهم مرجع ثقافي وعلمي وكنز يمثل حلقة وصل بين هذا الجيل والأجيال السابقة وبلا شك أن هذا العمل سيبرز الرصيد الثقافي والخلقي والروحي للأمة الجزائرية وعلى رأس كل هذا تلك الوحدة والنظرة الفكرية التي زخرت بها الناحية تحت مظلة الشيوخ وقيادة أهل التصوف علما أن ولاية غليزان لازالت سائرة في هذا الاتجاه شعورا من مسؤوليها وعلمائها ومشايخها بحجم المسؤولية نحو الأمة والدين حيث ستحيي هذه الأيام المقبلة أسابيع ثقافية يكون على رأسها المخطوط الجزائري حاضرا وبكل قوة وأعنى مشايخ الزوايا.

إن ولايتنا أيها السادة كما سلف الذكر زاخر بمراكز الاشعاع الديني والسمو الاخلاقي قديما وحديثا فهي تضم فوق ترابها الشاسع أربعة عشرة زاوية تحمل مشعل الأباء والأجداد المتمثل في بث العلم وتحفيظ القرآن و اصلاح ذات البين ولم شمل المسلمين وتتمثل هذه في الزوايا الآتية أسماؤها:

1) فرع الزاوية العلوية.

2) زاوية سيدي عبد القادر بن عدة.

3) زاوية سيدي عدة غلام الله.

4) زاوية الشيخ بن الحاج قويدر بن عمار.

5) زاوية الشيخ بالمكي.

6) زاوية سيدي عبد الباقي.

7) الزاوية الهبرية الحاج بلقاسم السنوسي.

8) الزاوية الرحمانية سيدي احمد بن عامر.

9) زاوية الشيخ بن عطية.

10) زاوية الشيخ بوزيان.

11) زاوية السيخ بللوش.

12) زاوية مولاي الطيب .

13) زاوية الشيخ المنور.

14) زاوية الشيخ سيدي بوعمران.

ان هذه الزوايا وأن تعددت أسماؤها بحسب مؤسسيها ومشاربها فهي في الحقيقة نلتقي بمجموعها عند نقطة وهي حب الرسول صلى الله عليه وسلم والغناء في حب الله والذكر والتربية الخلقية العالية للمريد والدعوة الى الوحدة والتوحيد والقيام بأي عمل ينفع الامة في دينها ودنياها ولذا نجد ان الزاوية معاقل العلم والإشعاع والمعرفة والتأليف والتقايد والحرص على العلوم وأنجبت بذلك الكثير والعلماء العاملين في حقل المعرفة والدين خلدوا لنا تأليف تمينة وعجيبة في شتى العلوم وفي مختلف الميادين ولم يقتصروا على فن مابل كتبوا واجتهدوا في سائر العلوم فكانوا في ذلك فرسان القلم وأبطال العلوم

ايها الاخوة ...

إن الملتقيات والمعارض هي خير وسيلة للتوعية بقيمة هذا التراث الفكرى الزاخر الا ان الامر لا يجب ان يتوقف عند هذا الحد بل يجب توظيف هذا التراث ونشره والتعريف به الى درجة تثمينه والاستفادة منه ومن على هذا المنبر ...

اخاطب كل السادة والمشايخ والعلماء والذين تحت ايديهم هذه الامانة على ان يؤدوها ويوصلوها

الى هذه الامة من اجل كما قلت بعث هذا التراث على شاكلة شخصيتنا العربية الاسلامية لتكون حصنا لنا وختامنا لكلماتي اعتذر اليكم مرة اخرى واشكر الجميع على رحابة الصدر وحسن الاستماع ووفقنا الله واياكم لمايحبه ويرضاه والى تجسيد هذا العمل الهام الذي نحن مثابون عليه إنشاء الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .



رئيس المجلس الشعبي الولائي

لولاية غليزان

مصطفى السنوسي




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)