مدّ اليديْنِ فهذي تزرعُ الجَزَعَا
وهذه تقطفُ الإيمانَ و الورعا
فكان كالغيمة الحُبلى تُراقبني
أمشي,أنامُ, أبيعُ الجمرَ و الوجعَا
هناك في الواحةِ العطْشى تركتُ فمي
والماءُ يسبحُ في الآفاقِ مرتفِعَا
كأسي جحيمٌ أراني في شوارعِه
أخون كل حبيب و الجفافُ سعَى
أطاردُ اليُتْمَ مِنْ رأسي إلى قدمي
وأحملُ الشمسَ و العصيانَ و البدَعَا
وأعلنُ الكفْرَ بالأمطارِ أرسُمني
على العيونِ جفافا ,حُرقة ً,جزعَا
يا ليلُ ,يا قبرُ , يا شيطانُ ها أناْ ذا
أبني ضريحي أبيدُ النورَ و الشرعَا
أقاتلُ الوطنَ المنفيّ في كبدي
حتى يُمزّقني سيفُ الأذى قِطعَا
وتشربُ الغيمة ُالحُبلى كؤوسَ دمي
لكي تُجرّعني مِنْ نهدِها جُرعا
قد كنتُ أعرفُه ُوجهي ويعرفني
واليوم أبْحرَ عنّي ,خانني , خدعا
أسيرُ فوق بِساط النار في وطني
وخاتم السوط في أحلامنا طُبعا
يا ردّة الحرفِ هذا الصمتُ يسكنني
أنساه ,أتركه خلفي ,نعودُ معا
وسْط الفقاقيع صوتي كان مرتفعًا
نحو السماء و ما غنّى و ما رجعا
يا قسوة الزمنِ السجّان في خلدي
صارتْ حروفي, قرودًا ,طلقة, بجعا
قد كنت أحسبُ أن الشعرَ يدفَعُني
وكان يحسَبُني في الحرْبِ منْدَفِعا
يا شعرُ قد خانت ِالآلامُ موهبتي
وخانني ماردٌ في جوّنا سطعا
ما أخبثَ اليوم ما أحكيهِ يا وطني
وأحمقَ الشاعر المفشي لما جمعا
قالوا بأنّ عروش الجنّ أحملها
وأن جسر حياتي انشقّ و انصدعا
وأنّ في كلّ داءٍ من دِما قلمي
وأن جُوعي بإيلام الورى شبعا
أسير فوق خيوط العمر في عجلٍ
والفقرُ قد نام في عينيّ و اضطجعا
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/01/2011
مضاف من طرف : poesiealgerie
صاحب المقال : محمد الأمين سعيدي
المصدر : www.adab.com