استقبلت محافظة رفح جنوب القطاع، منذ بداية التهجير القسري، أربعة أضعاف طاقتها السكانية، بسبب النزوح الكبير وغير المسبوق للنازحين من باقي مناطق غزة، الذين أجبروا على الرحيل تحت وابل من القصف الوحشي، وقالت وكالات دولية أن عدد النازحين إليها بلغ مليون نازح.قالت منظمة "آكشن إيد" الدولية، إنّ الأوضاع الإنسانية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وصلت إلى نقطة الانهيار، حيث يتجمع فيها ما يزيد على مليون شخص في منطقة مكتظة للغاية، مع قدوم المزيد منهم كل يوم، في مساحة تقدر بنحو 32 كيلومترا مربعا.
وأوضحت المنظمة في بيان لها، أن مئات الآلاف من الأشخاص ينامون في العراء، دون ملابس كافية ومأوى ضد البرد والمطر، بسبب اكتظاظ مراكز الإيواء، وتجاوز قدرتها الاستيعابية.
وأشارت إلى أنه يتقاسم الخيمة ما يزيد على 20 شخصا، وفي كل يوم جديد يكافح النازحون للعثور على الغذاء والماء، حيث يواجه جميع سكان قطاع غزة الآن مستويات من الجوع، مع خطر المجاعة الذي يزداد يوما بعد يوم.
لا أثر لمقوّمات الحياة
ووصفت المنظمة الظروف هناك باللاّإنسانية "فلا توجد صحة ولا طعام، ولا مقومات الحياة الأساسية، ولا خيم كافية يمكنها استيعاب جميع الأشخاص الذين جاءوا من المنطقة الوسطى في قطاع غزة، فهم ينامون في العراء". وقال ناشطون في المنظمة إن "ثمن الخيمة الواحدة يساوي 635 جنيهًا إسترلينيًا، فيما تبلغ قيمة الوجبة الواحدة أكثرمن عشر جنيهات، وهي الوجبة الوحيدة التي يمكن الحصول عليها خلال اليوم بأكمله لكم استطاع إليها سبيلا".
طوابير في كل الاتّجاهات
أمّا عن الوضع الصحي، أشار عبد الحكيم وهو عضو في منظمة شريكة لابد أكشن، إلى أنّ من يصاب، فعليه أن يبقى في منزله، لأنّه لا يوجد مكان لاستقباله على الإطلاق، فلا يوجد كهرباء، والطاقة الشمسية أو الخلايا الشمسية تستخدم للشحن في الأيام العادية، ويجب الانتظار ثلاثة أيام حتى تحصل على الشحن، وهناك طوابير للمياه العذبة، وأخرى للمياه المالحة، وللطعام، وللشرب، وكل شيء له طابور".
وضع صحي متدهور
من جهتها أوضحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" عن وجود ما يقارب 3200 حالة جديدة من حالات الإسهال بالمتوسط كل يوم بين الأطفال دون سن الخامسة، وفي أسبوع واحد من شهر ديسمبر، في حين وصلت حالات الاسهال المسجلة عادة قبل السابع من أكتوبر ما يقارب 2000 حالة في هذه الفئة العمرية كل شهر. وأضافت أن الحفاظ على مستويات النظافة يكاد يكون مستحيلا، بسبب نقص المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، حيث يضطر مئات الأشخاص إلى استخدام مرحاض، أو حمام واحد للاستحمام.
رفح تنهار تحت الضّغط
من جهتها، قالت مسؤولة التواصل والمناصرة في "آكشن إيد" فلسطين رهام جعفري: "إنّ الظّروف التي يواجهها الناس في رفح لا تصدّق، حيث تنهار البنية التحتية، تحت ضغط تلبية احتياجات السكان، بما يقرب من أربعة أضعاف طاقتها المعتادة، وتتدفق المساعدات بوتيرة بطيئة مؤلمة. في حين يضطر الناس إلى الوقوف في طوابير لساعات لاستخدام المرحاض، والآباء لا يتناولون حصتهم من الوجبة تلو الأخرى حتى يتمكنوا على الأقل من إعطاء أطفالهم شيئا ليأكلوه.
ورجّحت المنظمة أن يزداد الوضع سوءا ومع نزوح المزيد من الأشخاص من المنطقة الوسطى، ومناطق أخرى في جنوب غزة، مع تكثيف الغارات الجوية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/01/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net