كان المعرض المقام مؤخرا بالعاصمة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة الريفية، فرصة لإظهار إبداعات المرأة في ميادين شتى، وهي في الغالب مهن ترتبط بالأرض والريف، وتهدف لترقية المرأة الريفية وجعلها عنصرا فاعلا في مجتمعها، ومن ضمن المشاركات؛ السيدة كريمة خميج رئيسة جمعية “الرشد لفتاة طولقة” التي لقي جناحها إقبالا ملحوظا بفضل إبداعاتها في الحلويات المصنوعة من التمور، المادة المشهورة في بسكرة.
واقتصرت مشاركة السيدة كريمة في التعريف بالحلويات التي أكدت أنها توصلت إلى تحضيرها بين دراسة وتحاليل قامت بهما بالتعاون مع معهد باستور الجزائر، بهدف توجيه تلك الحلويات المحضرة من التمر إلى نسبة واسعة من الناس، ومنهم مرضى السكري.
وتؤكد السيدة كريمة أنها احترفت عدة مهن نسوية من قبل؛ كالخياطة والطرز، ثم تفرغت لرعاية شؤون أسرتها وأولادها، إلى أن اهتدت إلى فكرة استغلال التمور في صنع الحلويات، فكونها تقطن مدينة طولقة بولاية بسكرة منذ ما يزيد عن عشرية كاملة جعلها تتفن في استغلال كل ما له صلة بالنخلة، سواء سعفها لصناعة الأطباق وعديد الأشياء التي تحتاجها المرأة في بيتها أو حتى استغلال التمر ليس فقط للأكل كما جاء، وإنما طحن نوع منه، وهو الدقلة اليابسة التي تطحن تماما حتى تصبح شبيهة بالفرينة، ثم تخلطها بحبات بيض والقليل من الزبدة، لتشكل منه حلويات تؤكد المتحدثة أنها لا تضر مرضى السكري، بحسب دراسة مسبقة قامت بها، كما أشرنا.
«الفكرة، كما تقول كريمة، جاءت بعد أن اهتديت إلى صحن الدقلة اليابسة وخلطها بالحليب وإعطائها لأبنائي عوض مادة فرينة الرضع المعلبة التي تستورد عادة من الخارج، ثم توصلت إلى صنع حلويات كثيرة من التمر، سواء المحشية بأنواع المكسرات التي تعتبرها إبداعا شخصيا، وتصنع هذه الحلوى عن طريق نزع نواة التمور وحشوها بمختلف أنواع المكسرات من جوز ولوز، وأنواع الشوكولاته، وتشير أنها حلويات تقليدية رائعة المذاق. كما أن هناك حلويات مصنوعة من التمر المطحون، يضاف إليها البيض والزبدة وتشكل حسب الرغبة، هي أيضا من إبداعها الشخصي. وقد نالت هذه الحلويات إعجاب زوار جناح الجمعية، وخاصة من قبل أعضاء الوفد الرسمي الذي حضر حفل إحياء اليوم الدولي بالمرأة الريفية مؤخرا، وطلب الزائرون المزيد من حلويات التمور المحشية، مما جعل السيدة كريمة تفكر جديا في تسويقها على المستوى الوطني، إذا تلقت دعما.
كما تشير المتحدثة أن هذا يعود إلى بحثها المتواصل للإبداع، والبداية كانت من جمعية “الرشد لفتاة طولقا” التي أسستها في أكتوبر 2009، وهي الجمعية التي انطلقت في نشاطاتها الهادفة لترقية الفتاة الريفية، كانت في الثامن مارس 2010 بمناسبة عيد المرأة العالمي، لأن الانطلاقة تكون دائما صعبة، خاصة بالنسبة لجمعية تفتح أبواب الانخراط لفتيات حي محافظ، غير أن المثابرة والعمل الجواري المتواصل، وحب النجاح مكّن رئيسة الجمعية من كسب ثقة عائلات الحي، وما هي إلا أشهر قليلة حتى غص المقر بالمنتسبات للجمعية.
ثم شاركت الجمعية بمعرض ولائي أقيم بذات المناسبة وفازت بالجائزة الأولى، بعدها بدأ نشاط الجمعية في التوسع، نتج عنه مشاركات الجمعية في مختلف المعارض والصالونات الوطنية، على غرار المعرض الوطني الأول للدمى في 2010 الذي نُظم بالأبيار في العاصمة. وما بين 2011 و 2012، شاركت الجمعية في معارض مختلفة تمكنت خلالها من حصد جوائز كثيرة.
ولأن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، ترى السيدة كريمة أنها قد تمكنت حتى الآن من مد الخطوة الأولى، وتسعى بمجهودها وبحثها المتواصل عن الدعم إلى توسيع نشاط جمعيتها بما يخدم المرأة الريفية ويجعلها فاعلة أساسية في إعالة نفسها وخدمة أسرتها والمشاركة في تنمية مجتمعها..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/10/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حنان س
المصدر : www.el-massa.com