كرة الجحر لكسر الحجر

يبدو أن فترة الحجر الصحي جعلت البعض يتفرغ لتفكيره ومخيلته من أجل ابتكار أشياء جديدة ، وربما هو ما ينطبق على أحد أعضاء فرع وهران للمنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين وهو بن زهرة جود الله توهامي الذي يسعى لتأسيس رياضة جديدة تسمى كرة الجحر (الهول بول بالإنغليزية)، حيث تعتبر إلى حد الآن فكرة تنتظر التجسيد بعد أن قام جود الله بوضع كل القواعد المتعلقة بها وإنجاز نموذج للملعب ومختلف الأجزاء المشكلة له. وحسب جود الله فإن فكرة تأسيس هذه الرياضة هي حديثة لا تتعدى الشهرين. ويرى نفس المتحدث أن تزامن هذه الفكرة مع فترة الحجر الصحي وما يصاحبها من توقف شبه تام لمختلف المنافسات الرياضية قد يشكل فرصة للجهات الوصية من أجل دراستها وأخذها بمحمل الجد. ويقول جود الله ، الذي لم يسعفه الحظ في مواصلة ممارسة الجيدو بسبب ضعف البصر: «صحيح أن هذه الفكرة جاءت في فترة استثنائية يميزها الحجر الصحي وتوقف الأنشطة الرياضية ، وربما هذه فرصة للجهات الوصية من أجل دراستها والتعمق فيها ، فأنا أطلب فقط الإهتمام بهذه الفكرة ونشرها ودعمها ، لأنها رياضة فريدة من نوعها». وتتميز رياضة كرة الجحر بكونها صالحة للأسوياء ولضعاف البصر في الوقت نفسه من دون أي تغيير في القواعد ، حيث يضيف نفس المتحدث: «هذه الرياضة موجهة للجميع رجال ونساء وكبار وصغار ، بل حتى المعاقين بصريا الذين يعانون من ضعف في البصر يمكنهم ممارستها كما هي من دون تغيير في القواعد، وهذه واحدة من خصوصيات اللعبة». وهذه الرياضة هي مستوحاة نوعا ما من الغولف والتنس. وحسب قواعد اللعبة في وثيقة مفصلة تحصلت «الجمهورية» على نسخة منها، فإن كرة الجحر تلعب في الهواء الطلق على ملعب واسع ومستطيل الشكل يبلغ طوله من 60 إلى 80 متر فيما يبلغ عرضه من 30 إلى 40 متر، ويمكن تغطيته سواء بالعشب الطبيعي أو العشب الإصطناعي باللون الأخضر، كما يتم وضع 18 ثقب أسطواني عليه بقطر 220 إلى 230 ميليمتر حسب حجم الكرة، ويتم ترقيم هذه الثقوب بأرقام 5 و10 و15 مع تلوينهم بلونين مختلفين وهما الأبيض والأحمر، حيث يتعين إرسال الكرة باتجاههم بقذفة رجل إنطلاقا من نقطة محددة. ويتمثل الهدف من اللعبة في تسجيل أكبر عدد ممكن من النقاط على مساحة محددة ، حيث تتطلب هذه الرياضة الدقة والمهارة والتحمل والتركيز والتقنية ، وهي صفات ضرورية لتفادي الهزيمة في لعبة كرة الجحر.