يبدو أن تنامي قضايا الإرهاب والتطرف في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة التي تشهدها مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والساحل، قد جعلت وزارة الثقافة في الجزائر تركز رقابتها فقط على كتب الإرهاب والتطرف والجهاد من أجل منعها من دخولها الجزائر بأي ثمن. وبالمقابل تتغاضى النظر عن كتب أخرى أكثر خطورة موجهة للأطفال، وكتب أخرى للطلبة في التاريخ والجغرافيا تناقض سياسة الجزائر الخارجية.في الوقت الذي منعت فيه السلطات الجزائرية حوالي 70 كتاباً من المشاركة في الدورة ال19 للمعرض الدولي للكتاب بسبب قضايا مذهبية مثيرة للجدل وبالفكر المتطرف والأفكار الواردة من الخارج، وهذا وفقا لقانون 2002 الذي يمنع العناوين التي تدعو إلى الطائفية وتحرض على الفتنة وتمجد الإرهاب وتلك التي تمس بثورة التحرير المجيدة، فإن وزارة الثقافة "الجهة الوصية على معرض الجزائر الدولي للكتاب" تجاهلت تماما العديد من دور النشر التي شاركت في المعرض بكتب في عدة مجالات تحمل أفكارا مسمومة لأطفالنا ولطلابنا وشبابنا، الأمر الذي وقفنا عنده خلال زيارتنا الميدانية التي قمنا بها للمعرض، حيث سجلنا مشاركة دور نشر من أمريكا وأوروبا وبعض الدول العربية بكتب أطفال وتاريخ وجغرافيا، وصفها زوار المعرض بالخطيرة جدا على أجيال الجزائر، خاصة الأطفال والطلبة لكونها تعارض تماما البرامج والمناهج التربوية التي تهدف إليها وزارتي التربية والتعليم العالي في بلادنا.ففي مجال الطفولة، شاركت عدة دور نشر أمريكية وأوروبية بكتب ومجلات تخدش الحياء، أما في التاريخ والجغرافيا فإن بعض دور النشر العربية والفرنسية شاركت بكتب تحمل أفكارا تعارض سياسة الجزائر الخارجية، أبرزها قضيتي فلسطين والصحراء الغربية من خلال الخرائط التي تروج لتهويد القدس، ومغربية الصحراء الغربية، وعدة قضايا أخرى تناقض مواقف الجزائر الداعمة لقضايا التحرر في العالم.في شأن متصل، ولدى محاولتنا مناقشة هدا الموضوع مع بعض دور النشر المعنية بهذه الكتب الخطيرة، تلقينا ردا واحدا وهو أن السلطات الجزائرية وعلى رأسها وزارة الثقافة على علم بهذه الكتب وأنهم واظبوا على المشاركة في نسخات سابقة لمعرض الكتاب الدولي بكتب تحمل نفس الأفكار والبرامج.من الجدير بالذكر أن معرض الكتاب ال19 الذي سيمتد إلى غاية 8 نوفمبر المقبل عرف مشاركة 900 دار نشر من ضمنها 600 دار نشر دولية من 43 دولة أجنبية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد ضيف شرف هده الطبعة
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/11/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عيسى
المصدر : www.elbilad.net