انتقد المؤرخ محمد العربي الزبيري المذكرات التي تكتب في الجزائر بشأن الثورة التحريرية، و قال أنها " لا تمثل التاريخ الذي هو علم يخضع لمعايير"، و ذلك لاعتمادها على مراجع الأرشيف الموجود في الدول الغربية، مطالبا في السياق ذاته بإنشاء مدرسة وطنية للتاريخ مع إعادة النظر في المفاهيم والمصطلحات. وقال المؤرخ الزبيري خلال استضافته أول أمس، في منتدى الكلمة الذي تنظمه جمعية الكلمة للثقافة و الإعلام في مقرها الكائن ببني مسوس ، رفقة الإعلامي حميد عبد القادر ببني للحديث عن كتابة التاريخ في الجزائر " نحن في الجزائر فجّرنا ثورة هي أعظم ثورات القرن العصر الحديث ولكن للأسف لم نكتب تاريخ هذه الثورة وتركنا غيرنا يكتب تاريخنا فوجدنا أنفسنا أمام خليط من المصطلحات والمفاهيم فمثلا الثورة وردت باسم حرب التحرير وباسم حزب الاستقلال، و الأحداث وغيرها".و في السياق ذاته أكد المتحدث أن ما نشر إلى اليوم لا يمثل إلا القليل مقارنة ما عاشه الشعب الجزائري في تلك الفترة التي تبقى أهم مرحلة شهدتها الجزائر، داعيا أصحاب الضمائر أن يكتبوا مذكراتهم مستندين على شهادات قدمها من عايشوا تلك الفترة، و بمعايير و مفاهيم تخص هذا الشعب، قائلا " الشهادات والمذكرات التي تنشر بين الحين والآخر لا تمثل التاريخ الذي هو علم يخضع لمعايير" مضيفا "نحن لم نطبق لحد الآن إلا النزر القليل من أدبيات ثورة أول نوفمبر ، ومنها أن الثورة تعتمد على العمال والفلاحين و المثقفين الثوريين،فأين هذه الأدبيات اليوم مما يحدث لنا من أزمات ومشاكل".من جانب أخر انتقد المؤرخ محمد العربي الزبيري الاحتفالات التي خصتها الدولة لخمسينية استرجاع السيادة الوطنية، و اعتبرها دون المستوى و أنها لا تمثل عظمة الجزائر و لا ثورته التي تعد أعظم ثورات القرن العصر الحديث .و بخصوص الوضع السياسي الراهن، و المشاكل التي يتخبط فيها الحزب العتيد "حزب جبهة التحرير الوطني" يقول المتحدث "مادمنا لم نفهم ما يحدث اليوم في حزب جبهة التحرير الوطني، لن و لم نفهم ما كان يحدث منذ 1957 في هذا البلد ...الأزمة اكبر من الراهن السياسي الحالي" مضيفا "البلد استقل منذ 50 سنة ومازال رهين عدة أزمات على كم من صعيد "، و في هذا أشار الزبيري إلى أنه سيعمل على تحليل ما يشهده هذا الحزب من أزمات و ذلك في كتابه الجديد الذي سيصدر عن دار الأمة بداية من السنة القادمة 2014، و الذي سيحمل عنوان " تشريح الأزمة في حزب جبهة التحرير الوطني".و في حديثه عن العهدة الرابعة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يقول محمد العربي الزبيري "...مادام الرئيس بوتفليقة قد فشل في وضع العجلة على السكة الصحيحة فانا ضدها ".من جانبه يرى الإعلامي حميد عبد القادر أن كتابة التاريخ تستدعي إبعاد الحسابات السياسية و الشخصية، قائلا " يجب إبعاد الحسابات السياسية في مسألة كتابة التاريخ لإنصاف الرجال و مواقفهم حتى وإن كانت معارضة للنظام السائد آنذاك"، و برر رأيه هذا بما كتب عن فرحات عباس و الذي قال بشأنه" لم يكن كما تمّ تصويره من أنه اندماجي انبطاحي بل كان على عكس، كما كان واعيا بأهمية الحفاظ على مقومات الشخصية الوطنية للجزائريين "، كذلك بالنسبة لشريف بن حبيلس الذي كان فعلا مؤمنا بفكرة الجزائر فرنسية.كما أعاب المتحدث ما كتب حول تاريخ الجزائر و قال أنه حصر الثورة في السلاح، و أغفل دور المثقف الذي كان له دور فعال في ذلك الوقت.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/12/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نسرين أحمد زواوي
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz